أبلغ عدد من مستخدمي تطبيق “واتس آب” ونظام “ويندوز” في سوريا عن تعرض حساباتهم الشخصية لاختراقات وسرقة بيانات، ما دفع وزارة الاتصالات في سلطة دمشق، ممثلة بالهيئة الوطنية لتقانة المعلومات، إلى إصدار تحذير أمني عاجل يدعو إلى توخي الحذر من التطبيقات المعدلة والبرمجيات غير الرسمية.
وقال مدير مركز أمن المعلومات في الهيئة، جهاد ألالا، في تصريحات لوكالة سانا الرسمية، إن التحذيرات تشمل النسخ غير المعتمدة من “واتس آب”، مثل “GB WhatsApp” و”WhatsApp Plus”، التي تحتوي على ثغرات أمنية تتيح للمهاجمين التجسس على المحادثات ومراقبة الأنشطة، بل والوصول إلى معلومات حساسة مثل التفاصيل المالية أو المهنية.
وأكد ألالا أن حوادث الاختراق تتكرر بشكل مقلق، ما يشير إلى تهديد فعلي ومتزايد لأمن المستخدمين الرقمي، مشدداً على أهمية استخدام النسخ الرسمية فقط من تطبيق “واتس آب”، وتفعيل ميزة التحقق بخطوتين، وعدم مشاركة رموز التحقق أو الضغط على روابط مجهولة المصدر.
كما شملت التحذيرات نظام التشغيل “ويندوز”، حيث أعلنت شركة مايكروسوفت عن ثغرة أمنية (CVE-2025-29809) تؤثر على أنظمة Windows 10 و11 وبعض إصدارات الخوادم، وتُستخدم في سرقة بيانات اعتماد المستخدمين مثل كلمات السر وأسماء الدخول، ما يعرض المؤسسات والمستخدمين لخطر كبير.
ونصحت الوزارة مستخدمي “ويندوز” في سوريا بضرورة تحديث أنظمة التشغيل بشكل فوري، وتجنب فتح الملفات المشبوهة أو الروابط غير الموثوقة، والتواصل مع فرق الدعم أو الأمن السيبراني في حال ملاحظة أي نشاط مريب على الأجهزة.
ونهاية آذار الماضي، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الانقطاع المتكرر لشبكة الإنترنت الذي تشهده سوريا، جاء نتيجة عمليات تقنية نفّذتها فرق فنية تابعة للسلطات التركية لتركيب أجهزة تنصت على أبراج الاتصالات في سوريا.
وأضاف المرصد، أن الهدف من عملية تركيب أجهزة تنصت على أبراج الاتصالات مراقبة كافة أشكال الاتصالات والبيانات المتبادلة داخل المناطق السورية، ما يُثير مخاوف جدية حول انتهاك الخصوصية وتصعيد التهديدات الأمنية للمدنيين والنشطاء والصحفيين والعاملين في الشأن العام، وفقاً لما ذكره المرصد.
وأكد المرصد، أن الانقطاع المفاجئ للاتصالات والإنترنت في عموم البلاد يتزامن مع تحركات تركية لتركيب أجهزة تنصت متطورة على البُنية التحتية للشبكات السورية، ما يؤدي إلى تعطيل خدمة الانترنت لساعات وبشكل متكرر.
وأشار، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُسجَّل فيها محاولات لاختراق للأجهزة المشغلة لشبكة الإنترنت في سوريا، لكنّ تركيب أجهزة تنصت من قبل الفرق التقنية التركية يُعتَبر تصعيداً خطيراً في انتهاك السيادة الرقمية للبلاد.
ورأى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الدولة التركية تحاول استغلال الثغرات الأمنية لتعزيز نفوذها في مناطق تسيطر عليها أو توسيعه في مناطق، وسط تصاعد التوترات الإقليمية المحيطة بسوريا.