لكل السوريين

هبول التين أكلة شعبية ساحلية

يصنف هبول التين كحلوى طبيعية غنية بالطاقة التي يحتاجها الجسم، ويعد وجبة غذائية متكاملة، كونه يصنع من ألياف ثمرة التين الخالية من السكر التي تساعد على الإحساس بالشبع، كذلك، يعتبر مصدرا للمواد المضادة للأكسدة، إضافة لغناه بالمعادن التي يحتاجها الجسم، يتم تناوله مباشرة أو يخزن لفصل الشتاء، ويقدم للضيوف كوجبة مميزة.

تقوم النساء ربات البيوت في مختلف قرى ريف الساحل، في شهري تموز وآب/أغسطس من كل عام بعد الانتهاء من جني محصول التين على اختيار ثمار التين المسمى بالعدى أو البعل الذي يروى من مياه الأمطار، وهناك أيضا أنواع أخرى من التين بمسميات مختلفة لدى أهل قرى الساحل: الأحمر، والسماقي، والمرملي، والبورطاطي، والشبلاوي، والشتوي، وكلها تصلح لإعداد الهبول الفاخر.

فمع ارتفاع درجات الحرارة اللازمة لنضج التين، تعمل النساء على فتح الحبات الجيدة من الأسفل ونشرها على سطوح المنازل على طبق أو حصيرة من القصب لمدة عشرين يوما حتى تفرغ تماما من الماء الموجود فيها. ثم تجمع الثمار المجففة لتدخل في عملية “التهبيل”، ومن هنا جاءت تسميته بالهبول، وتوضع على قماشة بيضاء نظيفة يتم إحكامها جيدا فوق غربال يوضع بدوره على وعاء يحتوي على الماء فوق النار، فتطهى الثمار بالبخار المتصاعد من الوعاء وحين يصبح ملمسها طريا وقابلا للعجن، ترفع القماشة عن الغربال.

وتأتي المرحلة الأخيرة التي تقسم فيها الثمار إلى قسمين:

الأول يضاف إليه السكر ويكبس في وعاء بلاستيكي خاص، ويحفظ كمؤونة للشتاء.

أما الثاني فيعجن بعد طحنه، ويقسم إلى قطع بحجم قبضة الكف، ثم يضاف له ما يسمى: الفرفور أي طحين البرغل، وتضيف النساء عادة، بعض المكسرات إليه كالجوز واللوز والفستق الحلبي ليكون جاهزا للأكل، وقد تتفنن ربات البيوت في صناعة كرات صغيرة من الهبول وأحيانا إضافة جوز الهند إليها فيما يشبه الزينة.

وتؤكد السيدة ام شعبان المدرسة المتقاعدة، وتقول: مع ارتفاع درجات الحرارة اللازمة لنضج التين، تدأب النساء على فتح الحبات الجيدة من الأسفل ونشرها على سطوح المنازل على طبق أو حصيرة من القصب لمدة عشرين يوما حتى تفرغ تماما من الماء الموجود فيها. ثم تجمع الثمار المجففة لتدخل في عملية “التهبيل”، وأن الهبول يرتبط بما هو متوارث تقليديا بين أبناء المنطقة عبر أجيال متعاقبة، فالعروس قديما كانت تخرج من منزل أبويها محملة بصندوق كبير مملوء بالهبول. ليكون ذا وزن ثقيل، إشارة إلى مكانة الفتاة بالنسبة إليهما، وليعرف أهل العريس قدرها ومكانتها لديهم. لكن هذه الأيام فالموسم الحالي كان شحيحا بسبب سوء موسم التين، وارتفاع أسعاره في السوق وعدم قدرة البعض على شرائه بغرض تحويله إلى هبول.