حماة/ حكمت أسود
يرتبط بالذاكرة الشعبية الحموية، ويعد أحد أهم أسواق المدينة وأقدمها، والذي يعود للعصر المملوكي … إنه سوق الطويل وكان يسمى سابقاً سوق المنصورية نسبة إلى بانيه ملك حماة المنصور محمد بن الملك المظفر تقي عمر الأيوبي المتوفي عام 1220م ويمتد سوق الطويل من شارع المرابط مقابل بحرة باب البلد سابقاً إلى منتصف شارع الدباغة ويبلغ طوله بحدود 600 متر تقريباً.
وكم افتتحت من أسواق لكن سوق المنصورية “الطويل” يبقى المقصد الأبرز والأهم لأهل البلد والسياح يبقى كالذهب العتيق تزداد قيمته كلما أوغل في الزمان وتعاقبت عليه السنون ففيه عبق الأيام والشهور والسنين.
ويضم السوق حوالي ألف محل تجاري، ممتدة من أول السوق لآخره بشكل طولي، لذلك سمّي بالطويل، ومغطى بسقف معدني، ليؤمن للزائر الحماية من مطر الشتاء، وحرارة الصيف.
كما أن السوق يضم خانات مشيدة تضمن راحة المسافرين، وتحافظ على بضائعهم، بالإضافة لوجود أربعة مساجد، وحمامين، كانا يستمدان المياه من ناعورة المأمورية.
كما له أكثر من مدخل يصله بمعظم أحياء مدينة حماه القديمة، حيث يوجد مدخل يصله بجورة حوا والذي كان في السابق مليئا بمحال بيع السيالات والقطايف، وآخر بحي المرابط، وثالث بتل الدباغة، كذلك فإنه يتفرع عنه زقاق الشيخ معروف.
ويعد السوق مقصداً لسكان المدينة والمدن المجاورة في كافة فترات السنة والتجهيزات التي تسبق المناسبات كالخطبة والزواج.
حيث يحتوي على كافة احتياجاتهم وبأسعار مناسبة بعيدة عن الغلاء، ويشهد ازدحاماً في كافة أيام السنة، “شبيهة بازدحام الأيام التي تسبق الأعياد.”
ويتميز السوق بأسعار أرخص من باقي الأسواق من حيث البضاعة، والتي تكون متوسطة السعر، رغم غلاء الأسعار في السنوات الأخيرة، نتيجة لارتفاع لأسعار المواد الخام،
فإن زيارة السوق الطويل لا تفوته في أية مناسبة كانت، وهو ما يميزه عن باقي الأسواق، كما يشهد السوق فترة ازدحام من التاسعة صباحاً حتى ساعات متأخرة من الليل، ويشهد السوق لأصحاب المحلات بحسن التعامل، والتعامل اللطيف وهذا يشد الزبائن للعودة مرة أخرى.”
يشار إلى السوق الطويل التاريخي في مدينة حماة، يشهد أعمال ترميم، وتأهيل منذ حوالي عقد من الزمن، شملت تجديد شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف مع بناء أرضية حجرية للسوق، كما أن السوق ما زال يشهد نشاطاً وازدحاماً يعكس جو الاستقرار النسبي الذي تعيشه مدينة حماة.