لكل السوريين

“خميس الأموات” أو “عيد الحلاوة” طقس اجتماعي يخص مدينة حمص

تقرير/ بسام الحمد 

“خميس الأموات” أو عيد الحلاوة هو تقليد يواظب عليه أهالي مدينة حمص وينفردون به عن غيرهم من مدن سورية، ويتوجه فيه سكان المدينة لزيارة موتاهم.

وتمتاز المدن العربية ببعض العادات والتقاليد الاجتماعية الخاصة بهذه المدينة أو تلك والتي تدخل ضمن نسيج موروثنا الشعبي ومن تلك، المراسم والاعياد.

ويعود هذا التقليد في حمص إلى العهد الحكم المملوكي في هذا العيد، ففيه يشترون الحلويات أو ما يسمونه بلهجتهم المتداولة “الحلاوة” ويوزعونها على الفقراء ورجال الدين بعد زيارة أمواتهم في المقابر.

واعتاد صانعو الحلويات في هذا العيد على الابتكار بأشكال وألوان حلوياتهم، فمنها ما يأتي على شكل هرم ملون بطبقات من الزهري والأبيض، وهذا النوع هو الأكثر انتشارا والأقل تكلفة.

ويقيم بائعو الحلاوة امام محلاتهم بسطات كبيرة واضعين عليها كل انواع الحلاوة التي تشتهر بها هذه المدينة والتي منها لا يضع الا في هذا الموسم وتجد الناس جمهرات امام البسطات وبخاصة يوم الاحتفال بهذا الموسم وهم ليسوا ابناء المدينة مدينة حمص فقط بل تجد بينهم ابناء المدن المجاورة العابرين للمدينة حبا منهم في المشاركة بهذه الطقوس ولتذوق انواع الحلاوة الحمصية.

أما أسباب إقدام الناس على شراء الحلاوة بأنواعها في هذا الموسم وفي مقدمتهم الأطفال هو عدم وجود الفاكهة في نهاية الشتاء والحلاوة التي تضع في هذا الموسم هي: البشمينة: وتصنع من الطحين المحمص بالسمن العربي تحميصاً خفيفاً ثم يؤخذ ثلاثة ارباعه فيجبل عجينة تضع منها رقائق كبيرة وترش بين كل رقيقة واخرى شيء من الطحين المتبقي ثم تقسم الرقائق إلى مكعبات وتعرض للبيع.

وهناك السمسمية: وتضع من الناطف مع السمسم. والخبزية: وهي رقائق العجين تقلى بـ «السارج» ويضع منها اهرامات مخروطية الشكل ملونة بالابيض والوردي. أيضاً الغربية: تصنع بالصينية ويجعل لها وجهان: زهر وابيض وتعطر بشيء من المسك كان الأطفال يدعونها «بلاط جهنم» عندما تكون قاسية اذا كانت صناعتها مغشوشة. وكذلك الهريسة وهي قضبان من النشاء والسكر وهناك الجوزية التي تصنع من الناطف مع الجوز أيضاً الراحة المتنوعة بالفستق أو الجوز أو اللوز.

وهذا الموسم «خميس الاموات» هو الوحيد ما زالت شمعته تضاء كل سنة من بين مجموعة مواسم كانت تحتفل بها مدينة حمص الا انها اصبحت: اعياداً للذاكرة وبقي خميس الأموات ذاكرة لتلك الاعياد.

ويحدد أهل حمص موعد “خميس الأموات” على أنه يوم الخميس الذي يسبق احتفال المسيحيين الشرقيين بعيد الفصح، وهو الموافق للتاسع من أبريل في هذا العام.

وخميس الأموات أو عيد الحلاوة هو أحد الخميسات الشهيرة في حمص والتي لا تقتصر على المسلمين، ويكون هذا العيد في الخميس الأول من شهر نيسان كل عام، وهو أحد الخميسات المشهورة التي تعتبر من الفلكلورالخاص بمدينة حمص.

ومن هذه الخميسات التي كانت مرتبطة بعدة تقاليد:

الخميس (التايه والضايع): الخميس الأول من العام، مرتبط دائماً بانتظار أن يهلَّ هلال شهر شباط.

خميس (الشعنونة): ويبدو أن لاسمه علاقة بتقلبات مناخ شهر شباط، (شهر شباط اللي ما عَ كلامه رباط) قد يبدأ النهار مشمساً ولا يلبث أن ينقلب ماطراً، أو العكس.

خميس (المجنونة): تعصف الرياح في شهر شباط بشكل مدوٍّ، ويُسمع صفيرها كعزف المجانين.

خميس (القطاط) : وفيه يحلُّ موسم تزاوج القطط.

خميس (النبات) : وهو مرتبط ببدء تفتح بعض الزهور كالنرجس وغيره، كذلك موسم غرس وزرع ما ينمو في الربيع والصيف من نباتات.

خميس (المشايخ ): هو آخر خميس من نيسان وهو الخميس الذي يسبق أحد الفصح على التقويم الشرقي، ويأتي خميس المشايخ يليه الجمعة العظيمة فـ سبت النور فـ عيد الفصح.