لكل السوريين

صناعة الخيزران في دير الزور…حرفة تراثية مهددة بالانقراض

تعتبر حرفة صناعة الخيزران من التراث السوري، واشتهر بها أبناء دير الزور منذ عقود، إذ كانت من وقت قريب تنتشر محال الحرفين القائمين عليها. إلا أنها باتت تتهاوى وسط تحذير بانقراضها.

منذ بداية الأزمة السورية تراجعت صناعة الخيزران، فسابقا كانت تلك الحرفة تلقى رواجا كبيرا، ولكن مع اقتراب الأزمة من عامها العاشر لم يبقى منها سوى ذكراها.

ويستخدم الخيزران في صناعة بعض أنواع الأثاث المنزلي، وكان سابقا أهالي الجزيرة السورية ككل يتنافسون في صناعة الأثاث من الخيزران، كما وأنهم يزينون محالهم بأبدع المنتجات اليدوية، التي كانت تبدو للمتسوق وكأنها لوحة جميلة.

وانتشرت صناعة الخيزران في سوريا وتحديدا في الجزيرة السورية في مطلع القرن التاسع عشر، ولاقت ازدهارا كبيرا في سبعينيات القرن الماضي، ولا يكاد يخلو بيت في أرياف دير الزور من منتوجات من الخيزران.

أبو حسين، مواطن من ريف دير الزور الشرقي، يعمل بسرعة كبيرة في صناعة الأثاث من الخيزران، يقول “الكهرباء هي المشكلة الأكبر التي أدت إلى تهاوي الحرفة، كما وأن العديد من ممتهنيها تركوا هذه المهنة، إما بسبب عدم رغبة الأهالي في اقتنائها أو أن البعض منهم هاجر خارج البلاد”.

وأضاف “الكهرباء كانت السبب الرئيسي لأن أي انقطاع للكهرباء سيؤدي إلى حاجة الصانع لثلاثة أضعاف وقت صناعة الأثاث عندما تكون الكهرباء موجودة، وبالتالي يسبب خسائر للصانع”.

وأشار إلى أن انقطاع الحركة التجارية ساهم في عدم تواجد الخيزران الجاهز للصناعة، مما أدى إلى تراجعها أيضا، منوها إلى أنواع الخيزران المستورد أفضل بكثر من الخيزران المحلي، منوها إلى أن الخيزران الصيني ورغم رداءته إلا أنه أفضل بكثير من الخيزران المحلي، ناهيك عن أن سعره أقل.

وعلى الرغم من أن الحرب أدت إلى فقدان الكثير من الأهالي لأثاث منازلهم إما بسبب السرقات على يد التنظيمات الإرهابية التي توالت على حكم المنطقة أو بسبب القصف العشوائي الذي أدى إلى دمار كبير في الأبنية وتحديدا في دير الزور المدينة.

ولا يزال البعض من ممتهني صناعة الأثاث المنزلي من الخيزران يتمسكون بشراء الخيزران، ولا تزال عملية شراء الكراسي المصنوعة من الخيزران، على الرغم من غلاء أسعارها.