لكل السوريين

بعد قنصهم لطفل.. غضب وسخط واحتجاجات ضد تجاوزات الجيش التركي في ادلب

إدلب/ عباس إدلبي 

شهدت مخيمات الكرامة في بلدة “أطمة” على الحدود السورية التركية، الخاضعة لسيطرة “جبهة النصرة-هيئة تحرير الشام”، توتراً كبيراً بعد قيام عناصر الجندرما التركية بقنص طفل كان يرعى الأغنام بالمنطقة.

وقال المرصد السوري، إن نازحين يسكنون مخيمات الكرامة “شبان وأطفال ونساء”، وصلوا إلى محرس الجندرما التركي داخل الجدار الحدودي، وخربوه رداً على الاعتداء الذي نفذه حرس الحدود التركي، ليصل لاحقاً عناصر “النصرة”، إلى الجدار الحدودي ومنع الاشتباكات بين الأهالي والجندرما، بحسب المرصد.

لم ينتهِ التصعيد هنا، حيث أطلق عناصر الجندرما النار على محتجين من سكان المخيمات، هاجموا نقطة حرس الحدود التركي، التي أطلقت النار على الطفل، رداً على حادثة الاعتداء، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين السوريين.

وكان عناصر الجندرما قد أطلقوا النار على طفل صغير، خلال قيامه برعي الأغنام، ما أدى لإصابته بعدة رصاصات في صدره، ليتم إسعافه إلى المستشفى.

وتكررت حوادث الاعتداءات التركية على ساكني المخيمات، بالقرب من الحدود السورية التركية، والتي لا تفرّق بين طفل وسيدة وشاب، دون أي رادع أو محاسبة لقوات الجندرما التركية.

وفي سياق قريب، تعرض طفل يبلغ من العمر 12 عاما، يدعى ماجد، لحادثة دهس على يد عناصر جيش الاحتلال التركي، في منطقة كفر لوسين بريف إدلب، بعد أن كان الرتل يتجه صوب مناطق التماس مع مناطق سيطرة الحكومة جنوبي المحافظة، بحسب مصادر تحدثت لمراسلنا في إدلب.

وقال أبو نضال، نازح من ريف المعرة الشرقي، وأحد شهود العيان على الحادثة التي هزت شمال غربي سوريا، إن “السيارة التي دهست الطفل لم يكترث من في داخلها للحادثة، ولم يقفوا حتى ليسعفوا الطفل على أقل تقدير، ما دفع مجموعة من الشبان الذين كانوا برفقة الطفل لرشق السيارة بالحجارة، وتوجيه اللعن والمسبات للجندرما”.

أما والد الطفل الذي تعرض للدعس فاكتفى بالدعاء والبكاء على طفله الذي قتل أمام عينيه دون أن يستطيع أن يحرك ساكنا، معتبرا أن “ما فعله جيش الاحتلال في أرضنا يعتبر جريمة إنسانية بحتة، ويجب محاسبة القتلة أيا كانوا”.

وحذر والد الطفل من أن لا تكون حادثة دعس طفله الأخيرة، لافتا إلى أن منظمة حقوق الإنسان في إدلب قد سجلت قرابة 17 حادثة دعس منذ مطلع العام الحالي، كان ضحاياها أطفال بنسبة كبيرة.

وتخضع نسبة كبيرة من محافظة إدلب شمال غربي سوريا لسيطرة هيئة تحرير الشام المدعومة من الاحتلال التركي، الذي جعل من المنطقة مرتعا لأرتاله العسكرية، بعد أن ولى نفسه على المنطقة والقاطنين فيها كمتحدث شرعي ومفاوض باسمهم.

وتختلف حالات اغتيال السوريين على يد جيش الاحتلال التركي، سواء بالقنص على الحدود أو الدهس ضمن الداخل السوري، وسط فرض هيئة تحرير الشام المقربة من الاحتلال طوقا أمنيا وتكتما إعلاميا على كل من يحاول تغطية تلك الحالات.