لكل السوريين

إدارية في مسد تنتقد الإعلام السوري بوصفه كل السوريين في تركيا بـ “المرتزقة”

حاورتها/ مطيعة الحبيب  

اعتبرت الإدارية بمكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطي، أن ما يجري في دول الجوار ضد اللاجئين السوريين يأتي في إطار التضييق عليهم، معتبرة أنه طالما أن تركيا مستفيدة اقتصاديا من ملف اللاجئين ستبقيهم على أراضيها، منتقدة الإعلام التابع للحكومة السورية حول وصفه كل السوريين الموجودين في تركيا بالمرتزقة.

وشهدت الفترة الماضية توترا في العاصمة التركية أنقرة، بين مواطنين سوريين وأتراك على مرأى الحكومة التركية، التي اكتفت بموقف المتفرج.

وحول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً مع الإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطي، ضبية الناصر، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:  

برأيك من المستفيد مما يحدث للاجئين السوريين في تركيا؟

إن قضية اللاجئين ليست بقضية جديدة، وإنما قضية بدأت مع بداية التحول الحراك السوري إلى أزمة وحرب في سورية، هذا الحراك الذي أصبح أزمة على السوريين الذين تعرضوا له بكل أدوات العنف من قتل وخطف وتشرد، هذا الشيء دفع الكثير من السوريين بالهروب واللجوء إلى دول عدة، ومن بين الدول التي لجأ إليها السوريين هي تركيا.

في بداية الأمر تركيا استقبلت ورحبت بهم، والشعب التركي كان شعب مضياف، ولكن لم يمر وقت طويل على هذا الاستقبال حتى تحولت قضية اللاجئين في تركيا إلى ورقة سياسية، لاحظنا فيها أن النظام التركي قام باستخدامهم لابتزاز الاتحاد الأوربي لدعم اقتصاده المتهالك، الذي بدأ ينهار مرة بعد مرة.

وبعد أن وصل عددهم لقرابة أربعة مليون قام النظام التركي باستغلالهم في عدة ظروف، حتى وصل به الحال لتحويل قسم منهم لمرتزقة يحققون أهدافه الاستعمارية والتوسعية، وذلك من خلال الضغط عليهم وابتزازهم، وهذا الشيء خارج عن طاقتهم، كونهم لاجئين ولا حول لهم ولا قوة.

هل الأحداث الأخيرة فيها رسائل للأطراف الفاعلة في سوريا؟

الأحداث التي لوحظت في الفترة الأخيرة أن هناك هجوم وبحدة على السوريين خاصة في تركيا ولبنان، والتصعيد والإجرام الوحشي بحق اللاجئين السوريين، وتعرضهم لضغوطات سياسية، باتوا بمثابة فريسة لهذا الواقع، وليس لديهم نية للعودة لسوريا بسبب الظروف التي تشهدها البلاد.

كان هناك تصريحات من تركيا ومحاولة الحد من أمور العنف، ولكننا نجد الكثير من أتباع هذا الحزب الحاكم هم أيضا من أنصار إخراج السوريين من تركيا.

نتيجة للظروف الدولية نعلم أن هناك إغلاق بالرغم من تصريح أردوغان بأن هناك أبواب مفتوحة للسوريين للذهاب إلى أوربا، لكن الطرق مغلقة، وعلى هذا الحال فإن السوري مضطر للبقاء في تركيا تحت كل الضغوطات التي يتعرض لها والتي تمارس بحقه.

هل من الممكن أن تبقى تركيا ملتزمة الصمت حيال ما يجري؟

من وجه نظري أرى تركيا مستفيدة من الطرفيين، لكنها لا تستطيع أن تصرح أمام الرأي العالمي ضد هذه الانتهاكات التي تجري بحق السوريين، ولا بد لها أن تعلن بأن هذا الحال لن يستمر، وسوف يتغير كونها مستفيدة من الدعم الدولي، الكل يعلم بما حققتها تركيا من فوائد اقتصادية من ملف اللاجئين السوريين، باعتبار أنها أكبر دول أوربا محتضنة للاجئين.

تتقاضى دعم يصل لخمسة مليون جنيه أسترليني بشأن دعم السوريين، ولكن هذه الأموال تصرف لدعم الاقتصاد التركي وليس كلها للاجئين، ولذلك فهي لا تستطيع التصريح.

أثناء التوتر الأخير في أنقرة، بادرت وسائل الإعلام السورية بتسمية جميع السوريين بالمرتزقة، إلى ما يشير ذلك برأيك؟

من المخجل من الحكومة السورية بتسمية كل أبناء سوريا بكلمة مرتزقة، ووصفهم بها، هذه الكلمة تنطبق على المتواجدين في المناطق المحتلة المتعاونين مع الاحتلال التركي، والذين يمارسون بحق إخوانهم الانتهاكات.

تبقى وجهة نظر الحكومة السورية رفض السوريين المقيمين بتركيا في العودة لسوريا، وهذا أيضا يسبب أزمة بمعنى بقاء السوريين وتحملهم كافة هذه الضغوط يؤكد للعالم هناك خلل وأزمة لا تزال موجودة في الوقت الذي يرغب فيه النظام أن يصدر للعالم بأن الأمور بدأت تنفرج، وأصبحت أكثر ميلا للاستقرار.

هل ما تزال ورقة اللاجئين السوريين بيد تركيا رابحة، أم أنهم أصبحوا عبئا عليها؟

نعم ورقة اللاجئين السوريين ورقة ناجحة ولا تزال رابحة على جميع الأصعدة بالنسبة للحزب الحاكم والأحزاب والدول الأخرى، على الرغم من أنهم يعتبرون الشعب السوري عبئا عليهم، كون الاقتصاد التركي يتهالك، وخصوصا بعد انتشار جائحة كورونا، لكن تبقى ورقة السوريين هي الورقة الرابحة، أين ما ذهبوا يتم استغلالهم من قبل الدول المستضيفة وخصوصا تركيا ولبنان.