لكل السوريين

طرطوسيات يلجأن لأعمال بسيطة ليجابهن الظروف المعيشية

السوري/ طرطوس ـ على الرغم من المردود المادي القليل؛ إلا أن ريفيات من محافظة طرطوس يواظبن على ممارسة بعض الأعمال التقليدية وذلك لمجابهة الأعباء التي باتت تثقل كاهل عائلات كثر في المحافظة وأريافها.

وأدت الحرب التي تدور في سوريا إلى تدهور الوضع المعيشي لنسبة كبيرة في الشارع السوري، حتى بات هم المواطن هو تأمين لقمة المعيشة، ما دفع بعدد من النساء للقيام بأعمال لم يكن ينظرن لها على أنها تؤدي لهن دخلا جيدا.

المهندسة الزراعية سناء عمار (اسم مستعار) قالت لمراسلتنا في الساحل “الأوضاع الاقتصادية الحرجة والصعبة دفعتنا للبحث عن أعمال تجعلنا نساعد أزواجنا في إعالة أطفالنا”.

وتضيف “اشتغلت بداية بتصميم الاكسسوار وصناعته من المواد الطبيعية، وقد كنت أصنعه في المرحلة الجامعية سابقاً لنفسي، وبعده بدأت بصناعة الصابون، وفي سنة أخرى صنعت صابون التجميل، والسنة التي تلتها الكريمات والزيوت والزعتر بوصفات سحرية، لم أتعلم بأي مكان لكنها فطرة، وتصميم الاكسسوارات من بنات أفكاري، ويمكن تدويرها وتجديدها”.

وتضيف “أقصد السوق أو الطبيعة أرى الكثير من المواد والأشياء التي يمكن استعارتها وشراؤها وإضافتها لتكون أجمل، وكل ما نصنعه يمكن أن يهبنا الجمال من إكسسوار أو حتى طعام طبيعي، فعندما ألبس هذا الإكسسوار مثلاً ومصنوع داخله من خشب الزيتون ومعدن النحاس ومشغول على الأعداد وبمواد بسيطة تعطي كل هذا الجمال، كلهن أعجبن به وسألوني الشراء، العرض على طاولة المعارض لا يبرز جماليتها كما في لبسها، وأتمنى أن يكون الصالون في بيتي صالة عرض ليوم في الشهر أخصصه للأصدقاء والأقارب”.

ومع أن هامش الربح بسيط جداً ولا يوازي التعب، إلا أن البعض من النسوة ترين أن المنتجات التي تصنعها تنسيها بعضا من هموم الحياة التي باتت شاغلا رئيسيا لمخيلة المواطن.

سيدة أخرى، تعمل بصناعة المقطرات والزيوت والعطور، أشارت بأنها خضعت لدورات تدريبية ومجانية في دائرة تنمية المرأة الريفية ونالت قرضاً وبدأت أولى خطواتها بوردة خزامى وزادت بعدها زراعتها لورد الجوري والخزامى والنباتات العطرية والطبية لصناعة الزيوت وماء الورد والكريمات التجميلية والطبية هي الأكثر مبيعاً هذا اليوم عند النساء، وقد وصلت أعمالها أسواق دمشق وباقي المحافظات، وتؤكد أن في هذه الصالة قد وجدت مصدر رزق بيتها وعيش الأولاد.

وحتى اللحظة لم تلقى هذه المشاريع أي دعم حكومي مع أنها تعتبر من مصادر القطاع الخاص، لكن النساء اللاتي يمارسنها يأملن أن يستمررن فيها علهن يسدن بعضا من حاجات المعيشة.

تقرير/ ا ـ ن