لكل السوريين

’’الكباب الخليط’’ يزيح كباب الغنم عن الموائد الحلبية، وتحذيرات من آثار جانبية

نظرا للارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم، توجه العديد من سكان مدينة حلب وريفها إلى الاعتماد على اللحوم البيضاء بدلا من الحمراء لتحضير موائد العيد، على الرغم من أن شواء اللحوم كان يعد طقسا أساسيا في الأعياد والمناسبات.

وبحسب باعة فروج من مدينة حلب، فإن كباب الديك قد أصبح رائجا بشكل كبير وعلى نطاق واسع، أي أنه حل بديلا عن اللحوم الحمراء خلال الأعوام القليلة الماضية.

ويعود السبب في ذلك حسب ما ذكر الباعة إلى عدم تمكن الأهالي من شراء اللحوم الحمراء بسبب الأسعار المرتفعة، التي تأثرت هي الأخرى بالانخفاض الغير مسبوق لليرة أمام العملات الأجنبية.

حسين العيسى، وهو صاحب محل بيع لحم فروج من مدينة حلب، قال “نخلط صدور الدجاج مع دهن الغنم حتى نصنع مزيجا بين الصنفين، مما يشكل خليطا متجانسا بين الصنفين”.

وأردف “هذا الخليط من الكباب يشترى بنطاق واسع، نظرا لرخص سعره، حيث سعر الكيلو الغرام منه يبلغ في أعلى ارتفاع 3000 ليرة، على عكس لحم الغنم والذي تجاوز الـ 13 ألف ليرة”.

بدوره، حسن حامد، وهو من حي الأشرفية، وموظف في إحدى المؤسسات، وتحفظ على ذكرها، تحدث عن عدم تكيف الراتب الذي يتقاضاه مع الأسعار الجنونية، فقال “الراتب قليل قياسا بالأسعار، حيث بتنا لا نستطيع شراء اللحم الحمراء، واستبدلناها باللحوم البيضاء”.

وأضاف “الانخفاض الكبير لليرة أمام العملات الأجنبية أدى إلى عزوفنا عن شراء عديد البضائع، ولا سيما اللحوم التي بات الراتب منها لا يكفي 4 كيلو فقط”.

وافتقدت الموائد الحلبية منذ وقت ليس بالقصير للحوم الحمراء، والسبب يعود لارتفاع أسعارها، حتى باتت أولوية المواطن سعر السلعة دون النظر إلى المنتج وجودته.

وتحدث محمد الحمدو، وهو رئيس قسم المشتريات في مؤسسة السورية للتجارة لإحدى الوكالات المحلية، عن أسباب ارتفاع اللحوم الحمراء، فقال “على الرغم من الجهود التي نبذلها في إطار ضبط الأسعار إلا أننا لم  نتمكن من ضبط سعر اللحوم الحمراء”.

واعتبر الحمدو أن كباب الفروج لا يعد صحيا كما يجب، لأنه قد يكون محط للغش، محذرا في الوقت عينه من استمرار إقبال الأهالي عليه.

ويشير إلى أن حالات الغش التي تطال كباب الفروج تحدث عند قيام أصحاب المحلات من خلط لحم الفروج بدهن الغنم، مما يسبب أثارا صحية سيئة، ناصحا المتشري أي يشرف بنفسه على عملية الخلط.