معاناة السوريين في تركيا مستمرة.. اعتداءات جديدة على “المهاجرين” وممتلكاتهم تكشف الوجه الحقيقي لـ “الأنصار”
استهدفت مجموعات من الأتراك متاجر وممتلكات لسوريين جنوب مدينة قيصري بوسط تركيا، إثر مزاعم عن تحرش شاب سوري بقاصر، وبعد شائعات مكثّفة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.
وحسب وكالة فرانس برس، أظهرت مقاطع فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رجالاً يحطمون نافذة محل بقالة يزعم أنه بإدارة تجار سوريين، قبل أن يضرموا النار فيه.
وأظهر أحد هذه المقاطع صوِر رجل تركي يهتف “لا نريد مزيداً من السوريين.. لا نريد مزيداً من الأجانب”.
وأظهرت صور أخرى مجموعة من الأتراك يحطمون دراجات نارية ومركبات عائدة لسوريين بواسطة حجارة وأدوات معدنية في المنطقة نفسها.
وذكرت وكالة “دوغان” للأنباء أن مثيري الشغب استهدفوا ممتلكات أخرى تعود لسوريين.
ودعت ولاية قيصري السكان إلى ضبط النفس، موضحة في بيان أن القاصر المعتدى عليها من الجنسية السورية أيضاً.
واعتقلت السلطات التركية مئات المتورطين في أعمال العنف، حسب وزير الداخلية التركي الذي قال إنه “تم توقيف 474 شخصاً بعد الأعمال الاستفزازية التي استهدفت سوريين”، وأضاف الوزير أن 285 شخصاً ممن تم توقيفهم من أصحاب السوابق الجنائية.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً بشأن 79 ألف حساب نشرت 343 ألف تغريدة على منصة إكس عن أحداث قيصري، وتبين أن 37% من هذه الحسابات كانت حسابات وهمية، و68% من المنشورات كانت تهدف إلى التحريض ضد السوريين.
غضب الشمال السوري
شهدت مناطق ريف حلب الشمالي مظاهرات غاضبة تنديداً باعتداءات مدينة قيصري على اللاجئين السوريين، وقام المتظاهرون بإنزال العلم التركي عن المباني الحكومية التي يديرها موظفون أتراك، وأدت الاشتباكات بين الجانبين إلى إصابة بعض الموظفين الأتراك وتدمير ممتلكات ومبان حكومية وخدمية.
وفي معبر باب السلامة الذي يربط مدينة إعزاز بتركيا، هاجم المحتجون سيارات الشحن التركية، ومنعوها من الدخول إلى الأراضي السورية، ووقعت اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن إصابة عدد من الأتراك والسوريين، واعتقال الأتراك شابين سوريين بعد إصابتهما.
وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة جرابلس، حيث شهد المعبر توتراً تحول إلى اشتباكات أجبرت الموظفين والعاملين الأتراك في المعبر إلى المغادرة باتجاه الأراضي التركية.
وشهدت مدينة عفرين أيضاً مظاهرات عنيفة وتطورت الأحداث فيها إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل شاب سوري وإصابة آخرين برصاص الشرطة التركية.
وفي إدلب، هاجم شبان نقاط الجيش التركي في قرى الأتارب والأبزمو وتقاد، وأنزلوا الأعلام التركية وخرّبوا السواتر المحيطة، وهاجموا مصفحات عسكرية تركية.
معاناة اللاجئين السوريين في تركيا
لم تقتصر معاناة اللاجئين السوريين في تركيا على حملات الكراهية والقتل واستهداف ممتلكاتهم وترحيلهم قسراً بعد إجبارهم على توقيع وثائق عودة طوعية، بل يواجهون العديد من التحديات والصعوبات في ظل نظام “الحماية المؤقتة” الذي يمنحهم بعض الحقوق في مجال الخدمات الصحية والتعليمية، ولكنه لا يمنحهم نفس الحقوق التي يتمتع بها اللاجئون المعترف بهم دولياً، ويحرمهم هذا النظام من معظم الحقوق المدنية والاقتصادية، مثل حق العمل بشكل قانوني وحق الإقامة الدائمة.
ويعتبر الحصول على فرصة عمل مناسبة من أكبر التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين في تركيا، حيث يعمل العديد منهم بأجور متدنية، وفي ظروف غير آمنة وغير قانونية، مما يزيد من معاناتهم ويجعلهم عرضة للاستغلال والانتهاكات.
كما يعاني اللاجئون السوريون من صعوبة في الاندماج الاجتماعي بسبب الفوارق الثقافية واللغوية، ويفاقم هذا الوضع من شعورهم بالعزلة ويزيد من التوترات بينهم وبين المجتمع المحلي، وخاصة في ظل تصاعد خطاب الكراهية ضدهم، وتنامي حالات العنصرية والتمييز تجاههم في معظم المناطق التركية.