لكل السوريين

نقص حليب الأطفال وغلاؤه في السويداء يتسبب بمشاكل صحية للأطفال، والحكومة تقف عاجزة

السوري/ السويداء ـ أدى الانخفاض الكبير لحليب الأطفال في السويداء جنوبي البلاد، إلى ازدياد معاناة أمهات وعائلات الأطفال الرضع في تأمينه بعد نقصه في الصيدليات.

وتسبب ارتفاع أسعاره في اتجاه العوائل والأمهات لبحث بدائل غير صحية، ولا سيما العائلات ذات الدخل المحدود، حيث أن سعر علبة الحليب الصحية قد تضاعف سعرها بنسبة 120%.

أم إيلاف، وهو اسم مستعار لأم تبلغ من العمر 33 عاما، تقطن في مدينة السويداء، قالت “بحثت في 14 صيدلية عن حليب لطفلتي التي تبلغ من العمر 10 أشهر، وعثرت على عبوة حليب من نوع نان ’’1’’، التي يبلغ وزنها 400 غرام، بسعر 5500 ليرة سورية”.

وأضافت “للأسف صيدليات المحافظة لا تتوفر فيها مادة حليب الأطفال، مع أنها المركز، ومن المفترض أن تكون المستلزمات الرئيسية متوفرة فيها بكثرة، وإن استمر الحال على ما هو عليه فإن الأطفال ستزداد مشاكلهم الصحية”.

الصيدلاني، جودت م، قال “بالمقارنة مع العام الماضي، ارتفعت أسعار حليب الأطفال بكافة أصنافه بنسبة وصلت لـ 150%، وأقرب مثال عبوة الحليب من نوع نان ’’1’’ تجاوز سعرها حاجز الـ 5000 ليرة بعد أن كان في مثل هذا الوقت العام الماضي 1900 ليرة”.

وأشار جودت إلى أن الشركات السورية التي تنتج حليب الأطفال تتواجد في ريف دمشق، وتعرضت للتخريب والحرق أثناء تواجد التنظيمات الإرهابية في المنطقة، فاضطرت حكومة دمشق لاستيرادها من الخارج، والآن انقطع الاستيراد، كما وأن بعض تجار الأزمات احتكروا المادة حتى يرتفع سعرها أكثر.

وأكدت طبيبة من محافظة السويداء أن المدينة تشهد في هذه الفترة ارتفاع في معدل الإصابة بسوء التغذية الشديد لدى الأطفال ولا سيما حديثي الولادة والرضع، معتبرة أن ذلك يعود للبدائل التي اتجهت لها العوائل لتعويض أطفالها عن عبوات الحليب.

وأضافت أنّ “بعض الأمهات رغم عدم كفاية حليبهن الطبيعي لا يملكن القدرة على شراء الحليب الصناعي بسبب ارتفاع سعره وعدم توفره في أغلب الصيدليات”.

وذكرت الطبيبة أن كثيراً من الأمهات ونتيجة ظروفهن المادية الصعبة وغلاء الحليب وفقدانه في الصيدليات، “يعطين أطفالهن الذين تتراوح أعمارهم بين عام وعامين، حليب الأبقار أو ماء وأرزاً”.

ويحذر أطباء من أن حليب البقر يسبب في غالب الأحيان اضطرابات معوية بالغة الخطورة لدى الأطفال الرضع أو حديثي الولادة، وتصل هذه الاضطرابات إلى فقر دم وحاجة شديدة للمعادن والفيتامينات التي تتواجد في عبوات حليب الأطفال.