لكل السوريين

مزارعون من طرطوس يوضحون أسباب تراجعهم عن استثمار أراضيهم الزراعية

السوري/ طرطوس ـ المشهد مستفز ولا يتناسب مع قدرة أبناء الريف على الاكتفاء الذاتي من هذه المواد على الأقل، فالحساب يجمع كما يقال، وثمن فاتورة الخضار قد تعادل راتب موظف في هذا الزمن الصعب، ولكن الكسل، وامتهان الاسترخاء، يجعلان من الراتب ضحية سهلة المنال أمام قليل من الخضار.

بهذه العبارات، عبّر عدد من سكان مدينة طرطوس الساحلية، عن مدى معاناتهم من جراء عدم استطاعتهم التكيف مع الراتب الذي لم يعد كافيا لسد حاجيات أساسية في معيشتهم.

وعن سبب امتناع أبناء القرى عن الزراعة، يقول مواطن رفض الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية “المياه قليلة، الشتول والبذار غالية، أدوات الزراعة ليست متوفرة، هذه أبرز الأسباب التي جعلتنا نبتعد عن استثمار أراضينا”.

وينتقد مواطنون من الساحل السوري الحكومة السورية بأن شعاراتها التي تقدمها في إطار تحسين الزراعة لا تتجاوز أفواه مقدموها.

وعلى الرغم من أن القطاع الزراعي في سوريا لم يشهد اهتمام كاف إلا أنه في أسوء حالاته يتجاوز دولا تعد متقدمة عالميا في إطار الزراعة، وخير دليل على ذلك الاقتصاد الهولندي الذي يلقى اهتماما واسعا من الحكومة الهولندية.

وفرضت الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها عموم سوريا على المواطن أن يعيش حالات نشاط غير مسبوق، حيث أنه كان يمر بمرحلة كسل سابقا وتحديدا في فترة ما قبل الأزمة فالشيء الذي كان متوفرا كان يقي التعب الذي يواجهه الآن.

وتواصل أسعار البذور الارتفاع بشكل غير مسبوق رغم التحسن المقبول لليرة أمام الدولار في هذه الآونة، وهذا ما أكده أحمد، وهو مواطن من بانياس في ريف طرطوس عندما قال “لا تزال أسعار البذور مرتفعة، فبالرغم من تحسن الليرة أمام الدولار، إلا أن الصيادلة الزراعيون لم يقوموا بخفض أسعار البذور، ما أدى إلى تراجع نسبة إقبال المواطن على اعتماده على مشاريع صغيرة”.

ويحذر مواطنون من الساحل السوري بأنه في حال استمرار الحكومة بعدم القاء اهتمام بالقطاع الزراعي في المنطقة الساحلية ستتوسع دائرة الأضرار المعيشية، وسيكون المواطن مجبرا على ترك أراضيه التي أصبحت أغلبها الآن في مرحلة بور، ولم تستثمر من زمن.

تقرير/ ا ـ ن