لكل السوريين

الحرب على أوكرانيا في عامها الثاني.. باخموت تشتعل.. وروسيا تحذّر من استفزاز نووي

بعد أيام من دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني تجري اشتباكات عنيفة في مدينة باخموت،

ورغم اختلاف الخبراء حول أهميتها الاستراتيجية، إلّا أن أهمية باخموت تكمن في السيطرة على منطقة دونباس الصناعية.

وقد دمرت الحرب جزءاُ كبيراً من المدينة، وتسبب القتال حولها بخسائر فادحة للجانبين.

وتمكن الجيش الروسي خلال تقدمه البطيء من قطع ثلاثة من الطرق التي تسمح للأوكرانيين بإدخال الإمدادات إلى المدينة، وبقيت الطريق المؤدية إلى الغرب، باتجاه تشاسيف يار، التي يحاول الروس التقدم نحوها من الجنوب.

وفي روسيا، أفاد الجيش من بأنه أسقط عدة طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت البنى التحتية المدنية الروسية، دون وقوع أضرار.

وأعلن عن تحطيم طائرة مسيرة أوكرانية على مسافة نحو مئة كيلومتر من العاصمة موسكو،

وكانت العديد من الحوادث المتعلقة بمسيرات أوكرانية قد وقعت في الأشهر الأخيرة على الأراضي الروسية بعيدة عن الجبهة في أوكرانيا أحياناً، لكن هذه المرة الأولى التي يقع فيها حادث مماثل في منطقة العاصمة الروسية.

باخموت تشتعل

أكد الجيش الأوكراني أن الوضع “متوتر جدا” حول باخموت، وأن جبهة القتال مشتعلة في شرق أوكرانيا حيث تحاول القوات الروسية محاصرة المدينة.

وقال الرئيس الأوكراني في رسالته المسائية اليومية إن “أكبر المصاعب هي باخموت”

ووصف المعارك في جبهتها بالأكثر شراسة، مشيراً إلى أن “روسيا لا تهتم بأرواح المقاتلين على الإطلاق، وترسلهم لمهاجمة مواقعنا من دون توقف، والمعارك لا تنفك تحتدم”.

وأقر زيلينسكي بأن الوضع حول باخموت “يزداد تعقيدا” بالنسبة للجنود الأوكرانيين الذين يتحدثون عن مشاهد تذكر بالحرب العالمية الأولى.

ونقل مركز الإعلام الرسمي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي قوله إن “الوضع في محيط باخموت متوتر جداً”.

وأكد أن مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية موجودة على خط المواجهة في هذه المعركة، وتحاول “خرق دفاعات قواتنا ومحاصرة المدينة”.

وأفاد موقع ريبار العسكري الروسي بأن مجموعة فاغنر التي تطوق مدينة باخموت، تقدمت في الجهة الشمالية الغربية للمدينة باتجاه بلدة خروموفا، وفي داخل المدينة من جهة الشرق، وتقترب من قطع آخر طرق إمدادات الجيش الأوكراني في المدينة، ووصلت إلى الطريق الرابط بين باخموت وتشاسوف يار بعد تراجع القوات الأوكرانية.

بوادر انسحاب من باخموت

قال رئيس المجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين إن مدينة باخموت أصبحت محاصرة بشكل شبه كامل، وبقي طريق واحد لخروج القوات الأوكرانية من المدينة، ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى سحب قواته منها في أقرب وقت.

وقال قائد عسكري ميداني في مجموعة فاغنر الروسية إن الجيش الأوكراني يدمر منشآت البنية التحتية، خاصة الطرق والجسور في مدينة باخموت وما حولها، في محاولة لعرقلة تقدم قواته.

وقالت وسائل إعلام روسية إن الجيش الأوكراني دمّر الجسر الذي يربط بين ضفتي نهر باخموتكا ويمر وسط باخموت، بالإضافة إلى جسر آخر على قناة مائية باتجاه مدينة تشاسوفيار.

ومع تسارع التطورات الميدانية، قال المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، إن جيش بلاده سيدرس كافة الخيارات، وإذا اقتضى الأمر سينسحب منها، وقال “لن نضحي بكل أفرادنا من أجل لا شيء”.

في حين أمرت القيادة الأوكرانية وحدة استطلاعية في المدينة بالانسحاب.

وقال قائد لواء بالجيش الأوكراني إن وحدته الاستطلاعية تلقت أمراً بالانسحاب من مدينة باخموت مؤكدا أنه نفذ الأوامر رغم عدم معرفته أسباب هذا القرار.

استفزاز نووي

من جانب آخر حذرت روسيا من أن أوكرانيا تسلمت مواد مشعة أميركية، واتهمتها بالتحضير “لاستفزازات نووية”، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان على الموقع الإلكتروني للوزارة، إنه تم في 16 شباط الماضي تسليم حاويات بها مواد مشعة من أراضي إحدى الدول الأوروبية إلى ميناء تشورنومورسك في منطقة أوديسا.

كما تم تسليم حاويات مماثلة بعد ثلاثة أيام تحتوي على المادة المشعة المستخدمة في التحقق من سلامة المفاعلات لمحطات الطاقة النووية.

وأضافت أن هذه المواد تجاوزت التفتيش الجمركي، كما تم تعطيل نظام المراقبة الإشعاعية في وقت نقل البضائع.

وزعمت زاخاروفا أن مورد المادة المشعة هو شركة “فرونتير تكنولوجي كورب” الأميركية التي تعمل في إنتاج حاويات للنظائر المشعة، وخاصة مصادر الإشعاع النيوتروني.

وأشارت إلى التحذيرات السابقة لوزارة الدفاع الروسية من أن أوكرانيا تستعد لاستفزازات نووية تهدف إلى اتهام موسكو بضرب أجسام خطرة بالإشعاع قد تؤدي إلى تسرب مواد مشعة وتلوث المنطقة.