لكل السوريين

سيميلي مالكي.. موهبة عالية في الزخرفة وصناعة القطع اليدوية، والأوضاع الاقتصادية حدت من بروزها

على الرغم من أن مسيرتها لم تخل من المصاعب والعراقيل التي اعترضت طموحها، إلا أن سيميلي مالكي صاحبة الـ 25 عاما لا تزال تهتم بالأعمال اليدوية التي وجدت من خلالها مهربا بحسبها هي من ضغوطات الحياة.

ولجأت سيميلي خلال دراستها في معهد العلوم المصرفية في اللاذقية لصناعة القطع اليدوية، وأنجزت حتى اللحظة أكثر من 500 قطعة فنية، وباعت قسما منها، فيما لا تزال تحتفظ بقسم آخر في غرفتها.

بدأت سيميلي موهبتها منذ العاشرة من عمرها، فكانت تعتمد في البدايات على الألبسة القديمة، وتلقت الدعم من والدتها التي انتبهت لموهبتها في صناعة القطع اليدوية.

كانت سيميلي تضع مصنوعاتها في كنيسة قصروك بريف تربسبية بريف الحسكة، لتعرضها على زوار الكنيسة، وتطور انتاجها للقطع اليدوية حتى باتت تحظى بإعجاب من حولها.

عن رضا عائلتها عن عملها، تقول “كانت عائلتي تنظر للأمر في البداية على أنه مجرد هواية، لكوني كنت طفلة، وفيما بعد أيقنوا مدى مهاراتي في الزخرفة فواصلوا تقديم الدعم لي”.

عقب انتقالها إلى مدينة القامشلي، واصلت سيميلي ارتياد الكنائس، لعرض مشغولاتها، وتحديدا كنيسة الحي الغربي، وانضمت إلى لجنة ’’مار أفرام’’ في الكنيسة الأرثوذكسية، لتفتح لنفسها مجالا أوسع في العمل والظهور في المعارض.

تخرجت من المعهد في عام 2016، وعادت إلى القامشلي، وبدأت دوامها في اللجنة، واستطاعت من خلال اللجنة إقامة معرضين متتاليين أقيما في العام نفسه، واعتبرته تحديا كسرت من خلاله النمطية الخاصة.

أكثر معرض كان مميزا لسيميلي هو المعرض الثاني الذي أقيم في العام 2018، فقد استطاعت من خلاله إظهار مهارتها في العمل الزخرفي، فاستخدمت الزجاج وأغصان الأشجار وقطع الخشب المرمية.

تجاوزت الكثير من الصعوبات مع مرور الوقت، وعانت منها كثيرا وأبرزها تعليقات أصحاب المحال السلبية عندما تحاول تأمين مواد أولية من الأسواق.

تقول سيميلي لإحدى الوكالات “كنت أحياناً أضطر للبقاء في محل النجارة لوقت طويل من أجل أن أشرح للنجار القطعة التي أريدها وطريقة نشرها، فعندما كنت أذهب لجلب هذه المواد كنت ألاقي عدم اهتمام من الباعة، وقسم منهم لم يكن يستجيب لطلباتي لأنني فتاة تطلب مواداً (مثل الأخشاب والزجاج والمسامير والدهانات) التي يعتبرونها خاصة بأصحاب مهن من الشباب فقط”.

لم تسمح لها الفرصة في البداية بالاختصاص، لكنها كانت ترغب في أن يكون اختصاصها في الجوانب الأكاديمية التي تستطيع من خلالها تنمية مواهبها.

وعن عدم نجاحها في إظهار موهبتها في المعهد، تقول “لم أنجح بمسابقة المعهد، فأنا لا أحب الرسم كثيراً، ولكن لا أزال أفكر بالاختصاص بمجال الأعمال اليدوية ودراستها، ليكون عملي أكاديمياً ومتقناً أكثر، فأنا لا أريد أن تقتصر إمكاناتي على الموهبة فقط”.

إلى جانب عدم قدرتها على دراسة الأعمال اليدوية والفنون، لم تستطع سيميلي أن تفتح لها محلاً خاصاً لبيع أعمالها، فالأوضاع الاقتصادية لم تساعدها كثيراً، ولكنها لم تتوقف عن صناعة القطع المزينة والأعمال اليدوية في منزلها، فلا تزال تعمل على طاولتها البلاستيكية التي صنعتها ولونتها بيديها وتصنع قطعها المميزة.

وتعمل سيميلي مالكي، الآن، في مؤسسات الكنيسة الأرثوذكسية بالقامشلي وتشارك في كافة نشاطاتها الفنية، وتعمل حالياً على إكمال قطع وأعمال يدوية تعمل عليها منذ مدة قصيرة، وذلك تحضيراً لافتتاح معرض جديد خاص خلال الفترة القادمة.