لكل السوريين

تربية الدجاج.. مصدر دخل معقول لنساء ريفيات في حلب

السوري/ حلب

تظل الحياة الريفية على بساطتها ونقائها البيئة المناسبة لإقامة المشاريع الاقتصادية الصغيرة التي تؤمن مصدرا للدخل الأسري ليس بالقليل.

من هذه المشاريع الريفية الصغيرة في المنزل تربية الدجاج البلدي وديك الحبش” الرومي” وما ينتجه من بيض فهو غني جدا بالبروتين، كذلك تأمين لحوم بيضاء لكل أفراد الأسرة يوميا وخصوصا في هذه الفترة من السنة، حتى أن الأسرة الواحدة لا تعجز عن إكرام الضيف بطريقة تعتبر جيدة إن كان في الصباح” فطوراً” أو مساءً وقت الغداء أو العشاء وهنا تقول إحدى السيدات: عند زيارة مفاجئة للضيف (ما ناكل هم) نستطيع أن نكرمه بكل أريحية.

وعلى مبدأ لا تعطيني سمكة علمني كيف اصطاد، تقدم المرأة التي تمتلك أكثر من عشرة دجاجات لجارتها أو للكنة أو للابنة دجاجة هدية وتقوم الجارات الأخريات كذلك بنفس المبادرة حتى يصبح عندها أكثر من خمس دجاجات، ثم تبحث هي بنفسها عن ديك أو تحصل عليه كهدية أيضا، ومن العرف أن المرأة التي لا تقوم بتربية الدجاج تعتبر ليست سيدة منزل بنظر السيدات الريفيات.

ومن الطرائف أن بعض النسوة لديها خبرة الطبيب البيطري وتعمل على زيادة تفقيس البيض وبالتالي زيادة عدد الدجاجات في كل منزل، وتتفنن النسوة بحماية الدجاجات من الثعلب المكار ونصب الكمائن له أو تشديد الحراسة بواسطة الكلاب، ومن الطرائف أيضا كأن تقوم ام فلان بنصب فخ لديك الجارة ام علان لأنه يعتدي على دجاجاتها ويسرق الطعام، ثم تبدأ المناوشات بين الجارات وينسين أنهن بالأمس كن يتكافلن بتقديم الخدمات لبعضهن.

والجدير ذكره أن البيض الفائض عن حاجة البيت تقوم الريفيات بجمعه وبيعه في المدينة والتي تباع بنحو ألف ليرة سورية، ويفضل العامة البيض البلدي على بيض المنتج من الدواجن، وذلك لاعتقادهم بجودة البيض البلدي وقيمته الغذائية البعيدة عن التكلف، وهذا واضح لأن الدجاج يأكل من خشاش الأرض إلا من رغب بإنتاج كثيف للبيض فهو يقوم بتأمين علف منوع ومغذي لزيادة الإنتاجية.

وتضطر الكثير من النساء الحلبيات، حالهن كحال نظيراتهن في باقي المحافظات الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق المركزية، إلى إيجاد وسائل ومصادر لتأمين لقمة العيش، وهذا الحال ينطبق بالدرجة الأولى على الأرامل والمطلقات.

وتعتبر تربية الدواجن بمثابة دخل قديم جديد لتلك العوائل، حيث أن الموضوع كان يقتصر كليا على المهنة في المداجن التي يتم فيها تربية الدجاج والاعتناء به بما يتطابق مع سر المهنة.

إلا أن الحلبيات، ولا سيما قاطنات الريف الحلبي، لجأن إلى امتهان هذه المهنة بأعداد كثيرة من الدجاج ليتم من خلالها تغطية الحاجات بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الحياتية في المناطق التي تديرها حكومة دمشق.