لكل السوريين

السوق السوداء ترمي بظلالها.. أزمة الدواء تكشف التخبط الحكومي في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

لم يتوقف الحديث عن أزمة الأدوية في جميع المناطق الساحلية، فكل جهة ترمي باللائمة على الأخرى، فرعي النقابة بالمحافظتين، يؤكدوا أنه من مهمتهما طلب تأمين الأدوية، بينما يقع على عاتق مديريات الصحة تأمينها وتأمين مستلزمات تصنيعها.

أزمة جديدة ونشاط للسوق السوداء وتلميحات لرفع أسعار الأدوية في كل سورية، والمشكلة دائما المواطن وكيف سيقوم بتأمين دواءه الأسعار، وكيف يتدبر أمر انقطاع الدواء والسعي لتأمينه من السوق السوداء، علاوة على تراجع فعالية وجودة الادوية المحلية. إن أسعار الأدوية في سوريا تشهد منذ بداية السنة ارتفاعات مستمرة، على خلاف ما تحاول الحكومة ترويجه من انخفاض أو ثبات في الأسعار.

هناك نقصا في الأدوية في المشافي العامة بانقطاع بعض الزمر الدوائية، وقلة في الزمر الموجودة الأخرى، ونقصا كبيرا في المستلزمات الطبية، وهذا ما أدى الى تنشيط السوق السوداء، والى لجوء المرضى إلى هذه السوق لتأمين أدويتهم والمستلزمات الطبية، ما يحمل المواطنين أعباء مالية ثقيلة.

المدرس فاتح ، يعمل مدرسا في إحدى المدارس الحكومية باللاذقية ، يروي لنا قصته الطويلة المليئة بالمعاناة والالم في تأمين الأدوية قائلا: أعاني منذ نحو 15 سنة من مرضي سكر الدم والضغط، سابقا كانت الأدوية متوفرة وبأسعار معقولة كما كانت مدعومة من نقابة المعلمين، حيث كنت أدفع جزءا من ثمنها وأحصل عليها من صيدلية النقابة، لكن مؤخرا لم أعد أجد الدواء الذي أستخدمه في صيدلية النقابة، وحتى العثور عليه في الصيدليات الخاصة بات أمرا صعبا، وإن وجد يبلغ سعر 10 حبات من دواء لوتيد 5000 ليرة، وأحتاج إلى حبتين يوميا فالكمية تكفي خمسة أيام، أي أحتاج شهريا إلى 30ألف ليرة على الأقل لدواء الضغط, اما دواء تنظيم السكر الذي زاد سعره , وهو من نوع ميتو فورمين حيث لا يقل سعر الشريحة من 10 حبات عن 3500 او4500 ليرة إن وجدت، ولذلك أضطر إلى الاكتفاء بحبة واحدة يوميا من العلاجين مع أن ذلك يخالف التعليمات الطبية، وأيضا اضطررت لإيقاف شراء الأسبرين كمميع للدم بعد أن زاد سعره.

السيدة الفاضلة ام نورس وهي موظفة حكومية متقاعدة، فمن عدة سنوات تعاني من اضطراب بضغط الدم، وتستعمل دواء يدعى ريفوسيل وصعوبة تأمينه، ويتراوح سعره ما بين 4000 الى 4500 ليرة لكل 10 حبات وتحتاج إلى حبتين يوميا.

لمى طالبة جامعية من جبلة، أصيبت منذ أربعة أشهر بالتهاب البلعوم وترافق مع سعال شديد وارتفاع في درجة الحرارة، وكانت الأدوية غالية جدا، فسعر المسكنات هو 6000 ليرة لظرف السيتامول، ومضاد الالتهاب نوع أوغمانتين يكفي لخمسة أيام فقط بسعر 16 ألف ليرة، يعني المريض هنا يعيش في دوامة الحاجة والضرورة وتأمين الادوية.

منذر عامل في مصفاة بانياس تعرض الى مرض واحتاج إبر مضادة للالتهاب من نوع روز لمدة أسبوعين بمعدل إبرتين يوميا، ويبلغ سعر الواحدة 5000 ليرة، وبعد ذلك اضطر الى استعمال دواء آخر للالتهاب هو أوكال من عيار 1000 ويبلغ سعر العلبة الواحدة المكونة من 10 حبات 9000 ليرة.