لكل السوريين

بينها جمع نايلون.. أرامل معيلات يمتهنن أعمالا كن ينظرن لها بأنها “غير حضارية”

السوري/ الرقة ـ تأثرت النساء السوريات بالمتغيرات التي نتجت عن الأزمة، ما سبب مشاكلا ومعوقات وصعوبات اعترضت طريق حياتهن، منهن من استطاعت أن تتجاوزها ومنهن لا تزال تحاول.

وتعد نساء الرقة الأكثر تضررا من جراء سيطرة تنظيم داعش على المدينة لفترة طويلة، حيث أن ما مارسه التنظيم بحقهن جعل منهن ألعوبة لنتاج أزمة لا تزال مجهولة الحل.

ولم تقتصر المعاناة في فترة سيطرة التنظيم على المرأة لوحده؛ فقد عانى رجال كثر من استفزازات التنظيم المتكررة واعتدائهم المتكرر على رجال لم يرق لهم ما كان يمارسه التنظيم في الرقة.

فاطمة حميد الصقر، صاحبة الـ 37 عاما، قصت لمراسلتنا قصتها، فقالت “وجدت نفسي مسؤولة عن 5 أطفال أكبرهم يبلغ الثامنة من عمره، وذلك بعد أن استشهد والدهم في العام 2013، بعد أن أصيب بطلق طائش أثناء المعركة التي استعاد بموجبها التنظيم السيطرة على الرقة من قبضة الفصائل التي كانت قد انتزعتها من قبضة الحكومة السورية”.

وتضيف “أجبرتني ظروف المعيشة القاسية على العمل، مع أنني لا أمتلك أي خبرات في أي أعمال، حيث أن عملي كان قبل استشهاد زوجي يقتصر على الأعمال المنزلية، فعملت في مخبز في المدينة، وأتقاضى مرتبا ضئيلا لا يتناسب مع مصروف أولادي”.

منى المطر، أم لثلاثة أطفال، وصلت لـ 40 من عمرها ولم تكن تتوقع أن تؤول إليه أوضاع البلاد إلى ما هي عليه في فترة سيطرة التنظيم، فأكبر أولادها لا يتجاوز الـ 11 من عمره، ولا يستطيع أن يكون معيلا للعائلة، فاضطرت للعمل بمفردها لتؤمن خبز أطفالها، بحسب ما روت لمراسلتنا.

وجدت منى في جمع النايلون، وبيعه للمحلات التي تقوم بإعادة تدويره مجددا مهنة تسد بها رمق أطفالها الذين يعكسون الصورة الحقيقية لأكثر من 60% من أطفال سوريا.

تقول منى لمراسلتنا “كل صباح أستيقظ باكرا، وأخرج من المنزل إلى الحاويات بحثا عن النايلون المتلف وبعض من قطع الحديد، أقوم ببيعها لأصحاب المحلات التي تعيد تدويرها، أعلم أن عملي هذا غريب علي، لكني مجبر، ففي الأيام التي لا أجلب فيها يومية تكفي لسد حاجة اليوم يبقى أطفالي يتضورون جوعا طيلة اليوم”.

وتضيف “خسرت الكثير في الحياة، مستعد لأن أعمل أي عمل يؤمن لي خبزا لأولادي، لا بأس إن كان العمل البحث في الحاويات”.

وأدت الحرب التي شهدتها سوريا إلى مقتل العديد من الشبان والرجال، نتج عنه ترمل عدد من النساء، وأغلبهن لديهن أطفال وأوضاعهن المعيشية سيئة للغاية، فاتجهن لأعمال كن ينظرن لها في فترة ما قبل الازمة بأنها أعمال غير حضارية.

تقرير/ عبير العلي