اللاذقية/ سلاف العلي
يعاني معظم العاملين والعاملات في قطاع التعليم واقعا سيئ، من تدني الرواتب قياسا بغلاء المعيشة، تواجه العاملين في المجال التعليمي مشكلات جوهرية تتعلق بطبيعة عملهم، ويحاول كثير من المعلمين والمعلمات إيجاد أعمال إضافية لسد احتياجاتهم اليومية، التي ازدادت، وفي خطوة أثارت موجة من الاستياء بين المعلمين في محافظة اللاذقية، جاءت أجور التصحيح والمراقبة لشهادات التعليم الأساسي والثانوي لتكشف عن الإهمال والتقصير بحق المعلمين، وقد امضوا أسابيع في التصحيح والمراقبة، متحملين مشقة التنقل يوميا إلى مراكز الامتحانات في ساعات الفجر الأولى، فقط ليتلقوا مبالغ ضئيلة لا تليق بمقدار الجهد والمسؤولية.
والمعلمون بكافة مسمياتهم وبعد إنجاز العام الدراسي، وهذا الانجاز ما كان ليكون لولا جهود المعلمين وتضحياتهم وإخلاصهم من أجل المدرسة والطلاب، ومشاركتهم في مراقبة الامتحانات وتصحيح الأوراق الامتحانية، وكان من الضروري رفع قيمة بدل المراقبة لليوم الواحد الى أربعة أضعاف مما هو عليه حاليا، إضافة الى احتساب بدل النقل عن كل يوم من أيام المراقبة وتصحيح الأوراق الامتحانية، وخاصة هنالك معلمات ومعلمون قطعوا ساعة سفر الى ساعتين على الأقل للوصول الى مركز التصحيح والمراقبة، من ريف اللاذقية الى المركز في المدينة ومن ثم المعاناة في طريق العودة الى بيوتهم، إضافة الى الازدحام على وسائل النقل.
ومن أجل أن يكون كل عام دراسي أفضل من الذي سبقه، من حيث الالتزام بالتدريس وانجاز المقررات لا بد من اعطاء المعلمين حقوقهم من خلال سلسلة رواتب تنصفهم وتعيد الاعتبار إلى قدرا تهم ومعيشتهم، ورغم ضآلة هذه الأجور، الا ان ما زاد بالدهشة والاستغراب من عدم تقريب الأجور إلى أقرب مبلغ كامل، حيث تضمنت المبالغ قطع نقدية بقيمة 100 و200 ليرة، والتي لم تعد مقبولة بسبب تدني قيمتها الشرائية، لتضيف هذه الأرقام إلى معاناة المعلمين الذين أُجبروا على تغطية تكاليف التنقل من حساباتهم الشخصية، والتي تجاوزت في بعض الحالات نصف المبلغ المستلم، فالأجور لا تغطي نفقات الطريق فماذا سيكون الأمر اذا اضيف الى ذلك سندويشة، فكيف يتوقع من المعلم تحمل مسؤوليات ضخمة في التصحيح والمراقبة مقابل مثل هذه الأجور الهزيلة، هذا الواقع بين عن أزمة حقيقية في تقدير الجهود التعليمية باللاذقية، حيث باتت هذه الأجور لا تلبي حتى أبسط الاحتياجات الأساسية، مما يضع المزيد من الأعباء المالية والمعنوية على كاهل المعلمين.