تقرير/ جمانة الخالد
شهدت المداجن في محافظة حماة وسط سوريا تفشي مرض التهاب الكبد بين آلاف الصيصان والدجاج، مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منها وتراجع الطلب على شراء الفروج.
ووفقاً لتأكيدات مسؤولين أن الفيروس المسؤول عن المرض لا يشكل أي خطر على الإنسان، ويمكن شراء الفروج المصاب وطهيه بشرط ألا يكون قد فارق الحياة بعد. وينتمي الفيروس إلى فئة الفيروسات الغدية (أدينوفيروس)، وظهرت إصاباته حديثاً في مداجن حماة.
ويتميز هذا المرض بظهوره المفاجئ مع معدل نفوق مرتفع نسبياً يتراوح بين 10 و30%، حيث تتجمع السوائل في “التامور” حول القلب. وتتوقع “وزارة الزراعة” في الحكومة السورية أن الفيروس انتقل من الدول المجاورة، مما أسهم في تفشي المرض في بعض قطعان الدواجن في سوريا.
ويتأثر الوضع الصحي في المداجن في حماة بعدة عوامل، منها الرعاية الصحية، وتهوية الأماكن، وجودة التغذية، وكذلك الاستخدام العشوائي للأدوية واللقاحات، ويتطلب علاج المرض تخفيف التغذية المركزة وإعطاء ذرة صفراء ومدرات البول للحد من الآثار السلبية للمرض.
واتخذت مديرية الزراعة بحماة إجراءات لمراقبة الوضع، منها عقد ندوات توعية للمربين ومراقبة التخلص السليم من الدواجن النافقة، وشددت على ضرورة التقيد بإجراءات الوقاية مثل تعقيم المداجن، ومنع الاختلاط بين القطعان، واستخدام الأدوية واللقاحات تحت إشراف طبي.
وأشار عدد من أصحاب المداجن في حماة إلى الخسائر المالية الكبيرة التي تعرضوا لها بسبب المرض، حيث شهدت المداجن نفوق آلاف الصيصان. وأكد المربون أنهم يضطرون لبيع الفروج قبل بلوغ عمر 45 يوماً خوفاً من انتقال المرض بين القطعان، ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ.
ويصيب المرض الدجاج بعمر 35 يوماً، أي بعد إطعامه وتربيته، ويضطر المربون إلى بيعه مبكراً خوفاً من انتقال العدوى بين القطعان، علماً أن البيع يتم بأسعار متدنية، إذ انخفض سعر الكيلو إلى ما دون 25 ألف ليرة ويصبح أقل إذا كان البيع إلى دمشق.
كما أشار أصحاب المداجن إلى أن اللقاحات المتاحة لعلاج الفيروس باهظة الثمن، حيث يتطلب كل ألف صوص نحو مليوني ليرة سورية، مما يجعل العلاج غير مجدٍ في بعض الحالات، خصوصاً في ظل تفشي المرض الذي لم تفلح معه اللقاحات في الماضي.
يشار إلى أن الحكومة أعلنت أواخر شهر تشرين الأول الماضي عن ظهور مرض التهاب الكبد في بعض المداجن بمدينة حماة وريف دمشق والساحل، معتبرة أن وضع الدواجن مستقر في سوريا عموماً منذ أكثر من عام.