لكل السوريين

محافظة درعا.. شريط صادم لتعذيب طفل مخطوف، ماذا يريد الخاطفون بالضبط؟

درعا/ محمد الصالح  

انتشر شريط مصوَر على العديد من حسابات التواصل الاجتماعي في محافظة درعا يظهر فيه الطفل المخطوف “فواز القطيفان” وهو يتعرّض للتعذيب على يد خاطفيه حيث يقومون بضربه، بهدف الضغط على أهله للحصول على الفدية المالية الكبيرة التي طلبوها في منتصف شهر كانون الأول الماضي.

وظهر في الشريط الطفل البالغ من العمر ستة أعوام، عارياً إلا من ملابسه الداخلية، ويتعرض لضرب مبرح بحزام جلدي، وهو يبكي ويتوسل لخاطفيه أن يتوقفوا عن ضربه، قائلا “مشان الله لا تضربوني”.

واعتذرت صفحة درعا 24، التي نشرت الخبر، عن عرض الشريط “لما فيه من انتهاك للطفولة والإنسانية”.

وأثار انتشار الشريط على منصات التواصل الاجتماعي، غضب الأهالي في محافظة درعا وخارجها، وتم إطلاق حملة من قبل نشطاء على هذه المنصات تحت هاشتاغ “أنقذوا الطفل فواز القطيفان”، في ظل انقطاع السبل لإيجاد حلول لهذه القضية حتى الآن، وعدم التدخل لحلها من قبل الأجهزة الأمنية، أو من قبل شخصيات اجتماعية فاعلة في المحافظة.

فدية خيالية

وكان الطفل فواز القطيفان من بلدة إبطع بالريف الأوسط من محافظة درعا، قد اختطف أثناء توجهه إلى مدرسته، من قبل مسلحين ملثمين يستقلان دراجة نارية، توجهوا به غرباً إلى مكان مجهول.

ووجه أهل وأقارب الطفل عدّة نداءات للخاطفين للإفراج عنه، وأعلنوا عن استعدادهم لدفع الفدية رغم وضعهم المادي المتواضع.

وبقي مصيره مجهولاً قرابة الشهرين، إلى أن تواصل الخاطفون مع أهله، وطالبوا بمبلغ 500 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه، وأرسلوا لهم مقطعاً مصوراً ظهر فيه الطفل وهو يقول “السلام عليكم أني مليح اليوم الأحد 19 / 12 “.

فتوجه ذوو الطفل بمناشدات لأهالي حوران داخل وخارج سوريا لمساعدتهم على جمع المبلغ لتسليمه للخاطفين وإنقاذ الطفل، وعلى ما يبدو لم يتمكنوا من جمعه.

يذكر أن ظاهرة خطف الأطفال انتشرت في محافظة درعا خلال الفترة الماضية، بدافع طلب الفدية، أو لأسباب غير معروفة، وانتشرت على معظم وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الإخبارية المحلية رسائل تدعو الأهالي في المحافظة إلى الانتباه لأطفالهم، ومرافقتهم عند الذهاب لمدارسهم، وأثناء اللعب في الشوارع من أجل حمايتهم من عمليات الخطف التي تزايدت في ظل تقاعس الجهات الأمنية، ومعظم الشخصيات الاجتماعية الفاعلة من التصدي لها أو الحد منها، أو مساعدة ذوي المختطفين في البحث عن أبنائهم، وكشف العصابات التي تقوم بعمليات الخطف.