لكل السوريين

الصناعات التقليدية السورية، تراث في طريقه للاندثار

الصناعات التقليدية نتاج حضاري لآلاف السنين من التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤى وقيم حضارية وبين بيئتها الطبيعية وبينها وبين المجتمعات الأخرى، وهي مكون أصيل للذاكرة الحضارية وخاصة في شقها التقني ورصيد ومخزون للخبرات الحياتية والإمكانات الإنتاجية الذاتية المتاحة داخل كل مجتمع.

ويعتمد العديد من سكان الرقة في معيشتهم بشكل أساسي على تربية الثروة الحيوانية وخاصة الأغنام، في مشتهم، وهذه المهنة تفرض بميزة خاصة على حياتهم، وجاءت الصناعات التقليدية في مدينة الرقة لتؤكد الارتباط الوثيق بمتطلبات الحياة السائدة وأنماطها.

وأبرز الصناعة التقليدية بيوت الشعر من بين مفردات الصناعة التي اشتهرت بها الرقة، إضافة إلى صناعة الفرو والسجاد الخفيف، وفي زمننا الحاضر تكاد تختفي مثل هذه الصناعات، ولم تعد تحتفظ بطرائق تصنيعه اليدوية البسيطة، بل دخلت الآلات الحديثة في هذه العملية، وهي في الوقت الحاضر لا تشكل مصدر دخل تعيش منه الأسر التي توارثت هذه المهنة كما في السابق.

كما توجد أيضا صناعات تقليدية أخرى، كعملية النسج، وتتم في طقوس جماعية، حيث تجتمع النسوة البدويات في أول فصل الخريف ويبدأن بغزل شعر الماعز لينتجن خيوطاً سوداء طويلة خشنة الملمس.

ولمعرفة المزيد عن الصناعات التقليدية، التقت صحيفتنا بالمواطن محمود عبد الله الحمود، حيث قال “بيت الشعر أو الخيمة العربية هي واحدة من أبرز مفردات الحياة البدوية القديمة والحديثة”  مضيفا “يوجد العديد من الصناعات التقليدية الأخرى التي تشتهر بها مدينة الرقة وأريافها، مثل صناعة الزروب، وصناعة البسط”.

والجدير بالذكر أن تلك الصناعات التي اشتهرت بها مدينة الرقة كانت تشكل مصدر رزق لعديد العوائل، كما أنها تعتبر تراثيات قديمة تندمج ضمن التراث السوري، إلا أن الحروب التي دارت في الرقة وكثرة التنقل ساهمت في توقف تلك الصناعات العريقة.

تقرير/ محمود الأحمد