لكل السوريين

عفرينية تواجه الإعاقة والتّهجير بموهبتها في الرسم

 

شرفين علو فتاة تبلغ من العمر /22/ عاماً هي إحدى المهجّرات من مدينة عفرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تعاني من مشكلة في السمع والنطق منذ ولاتها، إلّا أن إعاقتها لم تمنعها من المضي قُدماً بحثاً عن طريقة تعبّر فيها عما يدور في خُلدها منذ صغرها بمساعدة والدتها.

اكتشف والدا شرفين بأنها تعاني من الصَّمَم بعد ولادتها بعدة أسابيع، فقاما بالبحث عن علاجٍ لابنتهما، حيث شخّص الأطباء حالتها وقالوا إنها بحاجةٍ لعملية زرع حلزون وهي عملية باهظة التكلفة تبلغ حوالي /15/ مليون ليرة سورية، ولا تتوفر في سوريا إمكانية إجراء هذه العملية، ولا بد من السفر خارج البلاد لإجرائها.

تفاقم وضع شرفين، مع مرور الأيام، بشكل أكبر، وباتت حالتها في سوء مستمر، لحين فقدانها النُطق أيضاً.

وما فاقم صعوبة الوضع، هو تردي الحالة المادية، ولا يستطيعون تحمّل تكاليف العملية، إذ بذلت العائلة جهداً كبيراً وتواصلوا مع كثيرٍ من المنظمات الطبية والإنسانية، طلباً للمساعدة، لكن بدون فائدة.

تحدّثت والدتها حميدة محمد قائلة: “بدأت ابنتي بالتعبير عما تريده عن طريق الرسم، وفي أوّل رسمةٍ لها رسمت نفسها مع أخويها وهم يذهبون الى المدرسة، فقد أرادت التعبير عن رغبتها بارتياد المدرسة، وبرعت في رسم الوجوه، ومع مرور الوقت بدأت الرسم بشتى أنواعه وفنونه”.

وتضيف: “تعتمد على نفسها كثيراً وتعتني بنفسها وبإخوتها الشبان، وتساعدني في الأعمال المنزلية، وتتميز بحبها للترتيب والتنظيم وهي محبوبة من الجميع، كما أنها تستطيع قراءة الشفاه عندما نتحدّث إليها”.

لاقت شرفين دعماً من قِبل المركز الثقافي في عفرين، حيث تلقّت دروساً وعمِل الأساتذة على تنمية موهبتها.

وأردفت “لاقت رسومات شرفين استحسان كل من رآها لذلك قررتُ أن أدعم موهبتها، كنت أوفر لها الألوان والقماش لترسم عليه، وقد رسمت حوالي /50/ لوحةً، وشاركت في عدة معارض أُقيمت في عفرين والجزيرة السورية، وشاركت في رسم أطول لوحةٍ في العالم، وقد بيعت عدة لوحات لها”.

لم يسعف الوقت شرفين لتصطحب لوحاتها معها، فاحتل الجيش التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية مدينة عفرين، لم يترك الوقت أمامها حتى تنقل لوحاتها التي شغفت بهم شرفين.

وتقول والدتها: “قامت تلك الفصائل الإرهابية بإحراق اللوحات في المَرسَم أمّا لوحاتها في البيت فلا أعلم ما الذي جرى لها ولبيتي.”  وأضافت: “إن أكثر ما يؤلم شرفين هي لوحاتها التي تركتها في عفرين، لذلك تحاول إعادة رسم لوحاتها على الورق وتحتفظ بها”.

كما نوّهت أنها لم تعد قادرةً على تأمين الألوان والقماش لشرفين بسبب تدهور حالتهم المادية بعد خروجهم القسري من عفرين، وعبّرت عن حزنها لعدم قدرتها على معالجة ابنتها ودعم موهبتها.

وكالات