لكل السوريين

مزارعو ريف الرقة.. محاصيلنا الزراعية بين الحاجة للتسويق واستغلال التجار

الرقة/ صالح إسماعيل

يعاني مزارعوا ريف الرقة الشمالي من صعوبة تسويق محصولهم من القمح بسبب أجور النقل المرتفعة التي يشاركها أصحاب آليات النقل من مقادير وسيارات شحن، وخصوصا بعد إعلان أغلب المراكز القريبة في أرياف الرقة عن عدم القدرة على استيعاب كمية إضافية من المحصول بشكل (دقمة) ليست معبئة بأكياس الخيش، وإعلان الجهات المختصة عن استلام المحصول المعبئة بأكياس الخيش(جوالات) الأمر الذي أضاف تكاليف كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الأكياس والحاجة إلى اليد العاملة في تحميل ونقل المحصول.

وشهد محصول القمح والشعير لهذا العام إنتاج وفير وخصوصا الزراعة البعلية بعد ارتفاع معدل هطولات الأمطار ونجاح الموسم الزراعي، وإقبال أغلب المزارعين إلى توريد محصولهم إلى مراكز استلام المحصول الأمر الذي أدي إلى اكتفاء أغلب المراكز المتواجدة في ريف الرقة.

وأكدت الجهات المختصة في الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن الإستمرار باستلام محصول القمح من المزارعين عن طريق توريد محاصيلهم بعد تعبئتها بأكياس الخيش، وذلك لتتمكن من تخزينها في مراكز الاستلام.

الفلاح أحمد المجدمي من ريف الرقة الشمالي يقول: مع انتصاف موسم جني محصول القمح نواجه صعوبة كبيرة في تسويق المحصول نتيجة الازدحام الشديد في مراكز التسويق واكتفاء أغلب المراكز التي تستلم محصول القمح بشكل (دقمة)، حيث يضطر المزارعين لتعبئة المحصول ونقله الى صوامع الحبوب.

وأضاف المجدمي, بأن تكلفة تسويق المحصول لهذا العام باهظة جدا، حيث يبلغ سعر شوال القمح ٢٠٠٠٠ليرة، بالإضافة الى ارتفاع أجور شاحنات النقل الغير مضبوطة بتسعيرة محددة، حيث يضيف أصحاب الشاحنات مبالغ مالية باهظة مقابل الانتظار في مراكز التسويق.

ومن جانبه الفلاح محمد الخليل أكد, بأن تجار المحاصيل الزراعية يتحكمون بأسعار شراء المحصول حيث انخفض سعر الشراء إلى ٣٠٠دولار للطن الواحد في حين قررت الإدارة الذاتية تسعيرة محصول القمح ٤٣٠دولار للطن الواحد، وهذه الأسعار من التجار غير مجزية ولا تحقق اي هامش ربح للمزارعين.

وأكد الخليل, بأنه قد تعرض لخسارة كبيرة في محصولهم الذرة الصفراء للموسم السابق نتيجة استغلال التجار وصعوبة التسويق، وانه إذا استمرت أسعار المحاصيل بالتدني هذا الأمر سيدفع بكثير من المزارعين بالعزوف عن زراعة أراضيهم وخصوصاً مع ارتفاع تكاليف الزراعة.

وطالب كل من المجدمي والخليل, من الجهات المختصة بإيجاد حلول مناسبة لتسهيل آلية التسويق وضبط عملية التسويق لمنع استغلال التجار حاجة المزارعين لتسويق محصولهم، بالإضافة لدعم المزارعين من خلال تأمين مستلزمات التسويق من أكياس خيش(جوالات) بأسعار منافسة للسوق السوداء.