لكل السوريين

المراكز الصحية بطرطوس تعاني من نقص بالكوادر والأدوية والخدمات

طرطوس/ أ ـ ن

مع زيادة سوء الأوضاع المعيشية يزداد عدد الأهالي في طرطوس وريفها، الذين يراجعون المراكز الصحية بدلا من زيارة الأطباء والمراكز الصحية الخاصة، وفي الوقت نفسه يشتكي بعض الأهالي من تراجع في مستوى الخدمات المقدمة من تلك المراكز، أو نقص في الأدوية، أو المعدات والتجهيزات، بالتزامن مع نقص الكادر الطبي والتمريضي في عدد منها.

السيد ياسر وهو محامي، وقد بين لنا: أنه لاحظ عدة مرات نقصا في السير ومات وأدوات العمليات، لافتا إلى أنه في حال إجراء المريض لعمل جراحي يطلب منه وصفة كاملة من الأدوية وعليه إحضارها من الخارج، في حين كان هناك تواجد ملحوظ لعدد كبير من الأدوية في الفترة السابقة، ومبينا أنه في بعض الأحيان لا يوجد طبيب ضمن المراكز.

السيدة مها الممرضة في إحدى المراكز الصحية أوضحت في مركزنا مثل عد من المراكز جيدة والخدمات مقبولة لدينا، وما زلنا نقدم خدماتنا للجميع، وتتواجد لدينا وبوفرة الأدوية والشاش والكادر اللازم لتقديم الرعاية للمراجعين، ولاسيما في المركز الصحي ببانياس وصافيتا والشيخ بدر والدريكيش، وهنالك أطباء نسائية وداخلية وأطفال وأسنان، ويقدمون الخدمات أثناء دوامهم، وتوجد في الصيدلية بعض الأدوية ولقاحات للأطفال وفيتامينات.

لكن الممرض منذر من إحدى المراكز الصحية أشار: هنالك تباين كبير بين بعض المراكز في تامين الخدمات، وبعضها لا يستطيع تامين الكثير من الخدمات وبسبب نقص كبير في الأدوية والمواد الطبية، ودوام القليل من الأطباء بسبب تأخر رواتبهم والتي هي بالأساس قليلة أي رمزية، وهنالك الكثير من الاختصاصات لا تجدها في تلك المراكز، فلا حماس لدى الأطباء ولا جهاز التمريض الممرضات والممرضين، والكل يعتقد أنه يعمل بالمجان فالأجور ضعيفة قد تحسب أنها رمزية.

أما السيدة رحاب وهي ممرضة قديمة ورئيسة التمريض في إحدى المراكز، فقد أوضحت نقطة مهمة، وقالت: أنه على المواطنين أن يقدروا ظرف القطاع الصحي الحالي وأزماته، وفي الوقت نفسه على كوادر تلك المراكز تقدير سوء وضع عدد كبير من المراجعين بشكل قد يخلق نوعا من التوازن بين الطرفين لتخطي الظروف التي نمر بها جميعا، توازن يوضح إننا جميعا مأزقين في بلد مأزوم، ففي بعض الأيام نكون مرتاحين فيرتاح المراجعون معنا وأياما أخرى تكون ضيقة الحال ونكون جميعا متوترين وغير مرتاحين ولا يمكننا فعل أي شيئ سوى الترطيب بالكلمات والتي لا تغني ولا تسمن، فالمشكلة ليست بإدينا إنما مفروضة علينا جميعا.

السيد جوزيف وهو ممرض بإحدى المراكز ورئيس التمريض قال لنا: أن الجهود متواصلة لتحسين الواقع الصحي والخطط، إضافةً إلى تنفيذ الخطط السابقة بهدف استمرار تقديم الخدمات الصحية مجانا، وخاصة في خضم الظروف التي نعيشها حاليا، وأوضح أن هناك خطة توزيع للأدوية والضمادات لدى جميع المراكز حسب التصنيف والحجم، وفقا لما يتوافر في مستودعات المديرية من مضادات حيوية وشرابات للأطفال ومسكنات وفيتامينات ومغذيات للأطفال، وهي ليست أدوية شاملة، أو من جميع الأصناف، بالنسبة للأدوية السكرية، فهي ما زالت توزع مجانا على المرضى بمعدل مركزين أو ثلاثة مراكز ضمن كل منطقة صحية في المحافظة، أما بالنسبة لأدوية القلب والضغط فهي تحتاج وصفة طبيب من ضمن المركز حصرا، وبالتالي لا توزع دون وجوده حرصا على مسؤولية حدوث أي اختلاط لدى المريض نتيجة الخطأ في وصفها من قبل طبيب خارج المركز.

السيدة نعمات وهي ممرضة في إحدى المراكز أوضحت لنا: تمت إضافة وحدات لغسيل الكلية في الريف لتخفيف عناء التنقل على المواطن بين الريف والمدينة، كما سيتم إجراء صيانات شاملة ودعم بالتجهيزات اللازمة ل 20 مركزا، إضافة إلى الوعود بتركيب منظومات توليد طاقة شمسية لجميع مراكز المدينة وللمراكز الكبيرة بالريف لضمان استمرارية الخدمات.

أكملت المواطنة تغريد قائلة باستهزاء: يقولون بوجود فريق عمل متكامل في المديرية وظيفته تأمين جميع المستلزمات والتجهيزات لعمل المراكز، ويعدوننا بتأمين الكوادر الطبية والتمريضية، وأن المديرية أعلنت عن التعاقد مع أطباء بشريين واختصاصيين وأطباء أسنان، وما زال الإعلان بانتظار تقدم كل من تنطبق عليه شروط الإعلان لاستكمال النقص الحاصل في الكوادر الطبية والتمريضية، إضافة إلى تكليف الأطباء بالدوام الجزئي في مركزين أو ثلاثة أو حتى أربعة مراكز لتغطية نقص وجود الكادر في تلك المراكز، ومن غير المفهوم كيف سيتم ذلك؟ هل تريدون تشغيل البشر بالإجباري وبرواتب لا تكفيهم أجور طرقات.

السيدة أسماء أضافت: سمعنا الكثير عن تسيير عيادات متنقلة مجهزة بكادر طبي وتمريضي وأدوية وضمادات، إلى القرى والمناطق التي لا يوجد فيها مركز صحي أو لا يوجد أطباء في مراكزها، لكن حتى الآن سمعنا بالمحاولة فقط.