لكل السوريين

صقر الأسعد: مؤتمر الحول الوطني المزمع عقده يجب أن يشمل كل الأطراف والقوى في سوريا

حاوره/ مجد محمد

في ضل التحولات الجارية في سوريا يشكل الحوار بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والإدارة السورية الجديدة فرصة محورية لتعزيز الاستقرار ودفع عجلة التنمية، أهمية هذا الحوار تكمن في كونه خطوة حاسمة لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة وتحقيق التفاهم المشترك بين مختلف مكونات المجتمع السوري، وتتجلى أهمية الحوار من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، الحوار يساهم في تعزيز التفاهم بين مختلف الاطراف السورية بما يرسخ مبدأ المواطنة المتساوية ويؤكد وحدة البلاد لجميع مكوناتها، والاستفادة من الموارد المشتركة فالتعاون بين الإدارة الذاتية والإدارة السورية الجديدة يمكن أن يؤدي إلى تنظيم افضل للموارد الوطنية بما يسهم في تحسين الاقتصاد وتخفيف الاعباء على المواطنين.

وبهذا الخصوص عقدت صحيفتنا السوري حواراً مطولاً مع الكاتب والمحلل صقر الأسعد، ودار الحوار التالي:

*الإدارة الذاتية دوماً ما تسعى للحوار مع جميع الأطراف، وهي منفتحة جداً لقبول الاختلاف.. ضع لي نقاط على الحروف؟

الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية منفتحين على الحوار حتى قبل سقوط نظام الاسد، هم منفتحين للحوار مع جميع القوى السورية الديمقراطية، والآن بعد سقوط النظام البائد تغير الموقف بشكل عام فهناك حتى تغييرات على مستوى الشرق الأوسط، فنحن في سوريا أين نحن من هذه التغييرات، فإدارة التي تحكم دمشق هي سلطة الأمر الواقع، فالإدارة الذاتية دوماً ما تكون منفتحة للحوار، ولكن الحوار الناجح يتطلب أن يكون مبني على أسس قوية وتكون ملزمة للأطراف كلها وأيضاً أسس وطنية، فحكومة الجولاني هي من طيف واحد لذلك يجب المشاركة معهم بعد حوار شامل مع جميع المكونات السورية وبما يضمن جميع حقوقهم، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى سوريا تعددية ديمقراطية واستقرار الأراضي السورية.

*ما هي الأسس التي يجب أن يبنى عليها الحوار بين الإدارة الذاتية وإدارة دمشق، ما هي برأيك؟

هناك مبادئ للحوار يعرفها كل شخص إذا توفرت لديه النية الصادقة للحوار، الأساس الأول هو الاعتراف بالرأي المختلف، والاعتراف بكل الأعراف والمكونات فسوريا لا يوجد بها أقليات ولكن يوجب بها مكونات فالفرق كبير جداً بين هذين المصطلحين، فما يجري بسوريا الآن حسب رأيي الشخصي إن الطرفان يريدان الحوار وحسب معلوماتي تم الجلوس والحوار جلستين أو ثلاثة بالتأكيد، ولكن ما يعكر أجواء هذا الحوار والاتفاق هي تركيا بالدرجة الأولى وإسرائيل بالدرجة الثانية، في هذا الظرف الحساس والدقيق المرحلة الانتقالية هذه صعبة جداً وفيها تراكمات وفراغات كبيرة، وجميع أنظار العالم مسلطة على المنطقة من أجل مصالحهم، فتركيا تحاول الدخول بجيشها لتصفية حساباتها مع المنطقة وكذلك إسرائيل دمرت كافة البنى التحتية، فلو يترك المجال للسوريين وحدهم لكان حصل اتفاقات وحوارات بين الطرفين ولكن التدخلات الإقليمية هي من تعيق ذلك.

*اهمية هذا الحوار في هذه الفترة الحرجة، إلى اي درجة هذا الامر مهم للغاية؟

يجب على السوريين بجميع أطرافهم الاعتراف إنه يوجد واقع متأزم، فبعد سقوط النظام البائد تم الدخول في مرحلة اللا شيء والاحتياج إلى كل شيء، ففي هذه المرحلة التأسيس يتم عن طريق الهوية والدستور وبالتالي المشكلات التي تظهر هي اختلاف المشاريع السياسية بين الاطراف، بين الاسلامية والديمقراطية، بين المركزية واللامركزية، والفصائل والجيش، جميعها نقاط محور اختلاف بين الأطراف، فالحوار مهم جداً في هذه الفترة بين الأطراف من أجل عدم الدخول في صراع سوري سوري.

*الإدارة الجديدة في دمشق، وحكومة الجولاني على قوائم الارهاب، ما رأيك؟

الإدارة في دمشق لديها عراقيل كثيرة، فهي إلى الآن ما تزال في قائمة الإرهاب وجميع الدول الأوروبية وامريكا والدول التي زارتها لم تتطرق إلى موضوع ازالتها من قوائم الارهاب، لأنها تنتظر إلى الآن ماذا ستتصرف هذه الإدارة، في هذه المرحلة الصعبة تتطلب تظافر كل الجهود كي لا نعود للفوضى والاقتتال في سوريا، فأنا أرى الجميع منفتح للحوار ولكن ايضاً الجميع متشبث برأيه ولا يقبل الاختلاف ولا يقبل حتى ببعض التنازلات، فمثلاً مسألة تسليم السلاح برأيي قوات سوريا الديمقراطية يستحيل أن تسلم سلاحها والإدارة في دمشق غير قادرة على حماية كل سوريا وهذه تعتبر من البديهيات.

*الخطوات التي يجب اتخاذها لتقريب وجهات النظر وبناء قاعدة مشتركة للتفاهم؟

الاختلاف في أي دولة أو حزب هو ضرورة والخلاف بينهم هو خطورة، فالاختلاف بالآراء هو معبر للوصول إلى التفاهم، فالتجارب السياسية في العديد من الدول الناجحة أثبتت أنها كانت تعاني من اختلافات كبيرة بين شعبها ولكن تم التفاهم بين بعضهم مؤخراً، فالجميع يبحث عن الاستقرار والشعب تعب من الحروب والخلافات، ففي هذه المرحلة لا يجب التعصب سواء للقومية أو الدين أو الديكتاتورية فيجب على الجميع التعصب لحب الوطن فقط والتعصب للاقتصاد لبناء البلاد وإعادة إعمارها، فالاتفاق يجب أن يتم على أساس المواطنة ونبذ الأطراف الخارجية

*ختاماً، فكرة دخول الملف السوري من حالة الجمود إلى حالة الحركة، المجال مفتوح لك..

غالباً هناك حالة إجماع دولي لاستقرار سوريا، فسوريا كانت مصدر كبير للاجئين والمخدرات والعنف والمشاكل وتمدد لأذرع إيران القائمة على أساس طائفي، فبالتالي هناك قرار دولي ولو كان سرياً بضرورة استقرار سوريا، وبالتالي إذا كانت هذه القراءة صحيحة فنحن هذا رهاننا، فيحب علينا نحن السوريين داخليا لملمة أمورنا وأن نتحاور ونتفق لنعلن نهاية الأزمة في القريب.