لكل السوريين

سهام قريو: الدستور السوري القادم يجب أن يكون منصفاً ويمثل جميع الأطياف

حاورها/ أحمد الحمود

في ظل الجهود المستمرة لتشكيل دستور جديد لسوريا وذلك بعد سقوط النظام البعثي المستبد، تبرز العديد من الأسئلة حول جدية الأطراف المعنية في الوصول إلى توافق شامل يضمن حقوق جميع السوريين، على الرغم من تعدد اللقاءات والمؤتمرات التي تم عقدها منذ السنوات الماضية والتي كانت تناقش وتحاور من أجل تعديل الدستور وصياغة دستور يضمن حقوق كافة السوريين بما في ذلك العمل بتطبيق القرار الأممي 2254، إلا أن التحديات ما زالت قائمة بشأن تحقيق المشاركة الفعالة لكافة المكونات السورية في صياغة دستور جديد يحقق العدالة والمساواة.

وبهذا الخصوص كان لصحيفة “السوري” حوار خاص مع السيدة سهام قريو، الرئيسة المشاركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، والذي من خلاله علقت حول مستقبل سوريا الجديدة والنقطة الهامة “الدستور السوري الجديد” والآلية التي يجب اتباعها لصياغته، وطالبت بأن تكون هناك مشاركة شاملة من جميع السوريين من الأطياف والقوميات والأديان والأقليات السورية لضمان دستور شامل وعادل يعكس تطلعات الشعب السوري في جميع مكوناته.

مدة صياغة الدستور والتحديات الراهنة

وقالت فيما يخص الوقت الذي قد يستغرقه صياغة الدستور الجديد أنه من غير المتوقع أن يحتاج الأمر لعدة سنوات علما أن هناك العديد من اللقاءات والورشات والمؤتمرات سواء داخل البلاد أو خارجها التي تم عقدها منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011 والتي ركزت على صياغة مسودات دستورية بمشاركة أطراف سياسية ودبلوماسية سورية، ورغم تلك الجهود السابقة، تبقى المسألة مرتبطة بمدى جدية الأطراف السياسية في عقد مؤتمر وطني حقيقي من أجل الانتقال من حكومة تصريف الأعمال إلى حكومة انتقالية، وفي حال تم تشكيل هذه الحكومة، سيكون من الممكن تشكيل لجان لصياغة الدستور وهنا يجب أن يكون هناك مشاركة لكل السوريين في صياغة وكتابة الدستور، حيث يمكن طرح العديد من الدساتير للمناقشة ليتم بعد ذلك اعتماد دستور جديد يضمن كافة حقوق السوريين ودون تهميش أي مكون موجود في الأراضي السورية ويضمن كافة حقوق السوريون دون إقصاء أو تهميش لأي هوية.

ضرورة التوافق الوطني وضمان العدالة لجميع المكونات

أما بالنسبة فيما يخص الدستور وأن يكون منصفاً لجميع السوريين، أكدت أن الدستور سيكون منصفاً في حال تم تشكيل لجان تمثل جميع الأطياف السورية من قوميات وأديان وأقليات، ويجب أن يكون هذا التوافق بمشاركة فعالة من المرأة والشباب دون إقصاء أو تهميش لأي هوية أو مكون سوري، مؤكدة على أن الجميع هم جزء لا يتجزأ من سوريا، ولا يمكن لأي دستور أن يكون عادلاً إذا تم تهميش أي فئة من الشعب السوري.

ضرورة إشراك المرأة في الدستور لتعزيز دورها في المرحلة القادمة

كما أكدت على ضرورة تعزيز دور المرأة في صياغة الدستور الجديد، مشيرة إلى أن النساء لعبن دوراً كبيراً في الثورة السورية، حيث تعرضن للتهجير والنزوح وقدمن تضحيات جسيمة، بما في ذلك فقدان أبنائهن في سبيل الثورة، كما أشارت إلى أن المرأة في شمال وشرق سوريا قد اكتسبت تجربة مهمة في كافة المجالات، بما في ذلك المجال السياسي، ويجب أن يكون لها دور بارز في صياغة الدستور، وأضافت أن إشراك المرأة في هذا السياق ليس فقط من أجل العدالة، بل لأنهن جزء أساسي من نضال الشعب السوري.

الشباب هم القوة المحركة ونواة الثورة والمقاومة

كما أكدت على أهمية دور الشباب في صياغة الدستور الجديد، حيث كان هؤلاء الشباب نواة الثورة وشعلة المقاومة، وأشارت إلى أن الشباب في سوريا لعبوا دوراً حاسماً في التحولات التي شهدتها البلاد، وخصوصاً في ظل التحديات الكبيرة التي مر بها الشعب السوري خلال السنوات الماضية، وأكدت أن مشاركتهم ضرورية لضمان أن يعكس الدستور تطلعاتهم وآمالهم في بناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة.

وفي ختام حديثه دعت السيدة سهام قريو، الرئيسة المشاركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، بأن تتم دعوة واضحة لجميع الأطراف السياسية في سوريا للانخراط في عملية صياغة الدستور الجديد بطريقة شاملة تشارك فيها جميع المكونات السورية، وتؤكد على ضرورة عدم تهميش أي فئة من الشعب السوري، مع ضمان دور فعال للمرأة والشباب في بناء مستقبل سوريا، وإن العمل على دستور جديد يضمن العدالة والمساواة هو خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار وبناء سوريا ديمقراطية تعبر عن تطلعات جميع مواطنيها.