لكل السوريين

مقتل يحيى السنوار ضربة لحماس.. وهزيمة للرواية الإسرائيلية

تباينت تقديرات المتابعين للأحداث في قطاع غزة بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار، بين من يرى أن الحادث قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد، ومن يعتقد أنه قد يفتح الباب أمام تحولات في بنية القيادة داخل حماس وفي الاستراتيجية الإسرائيلية والدبلوماسية الدولية تجاه غزة، بما قد يؤدي إلى إعادة فتح ملف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، خاصة بعد تزايد ضغط أهالي الأسرى على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس بسبب تخوفهم من التأثير السلبي لمقتل السنوار عليهم.

ويستبعد المتابعون أن تبالغ إسرائيل في تصوير هذا الحدث كانتصار أمني، كون الحادث تم عن طريق الصدفة ولم يكن إنجازاً أمنياً كما بدأت تروج له بعض الأوساط فيها.

فقوات الجيش الإسرائيلي لم تكن تستهدف السنوار في الحادث الذي قتل فيه، ولم تكن تعلم أنه متواجد في المبنى الذي تم قصفه وتدميره، حسب صحيفة هآرتس.

وأوضحت الصحيفة أن القوات التي نفذت العملية في المنطقة لم تكن تستهدف اغتيال السنوار، حيث لم يكن لديها معلومات استخباراتية مسبقة عن وجوده هناك.

ضربة لحماس

لا شك في أن مقتل السنوار يمثل ضربة ثقيلة لحركة حماس، فقد كان يمثل عنصر استقرار قوي داخل الحركة، وقد تواجه الحركة بعد غيابه بعض الاضطرابات أو الصراعات على القيادة بين الجناحين السياسي والعسكري للحركة، وقد يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل التحالفات الداخلية بين الشخصيات المختلفة.

وربما يعطي مقتله الفرصة لظهور قيادات جديدة قد تكون أكثر تشدداً أو مرونة في التعامل مع الأحداث الجارية التي سيتوقف الكثير منها على الشخصية التي ستتولى القيادة ومدى تأثيرها في توجيه الحركة نحو التصعيد أو التهدئة.

وقد يعزز الدعم الدولي لإسرائيل وخاصة من قبل بعض الدول الغربية، خاصة إذا تم تسويقه كجزء من استراتيجية أوسع لمكافحة الإرهاب.

لا شك في أن حماس ستتأثر برحيل السنوار ولكن رحيله لن يسقطها، فقد فقدت الحركة الكثير من قياداتها الثقيلة والمؤثرة، بدءاً من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، ولكنها تمكنت من تجاوز الأزمة رغم أنها لم تكن تمتلك ما تمتلكه اليوم من قيادات بديلة.

هزيمة للدعاية لإسرائيلية

قد يمنح مقتل يحيى السنوار إسرائيل نصراً ميدانياً، لكنه سيلحق بها هزيمة نفسية بالنظر إلى الطريقة التي قضى بها وهو يحارب في أرض المعركة.

فقد قتل السنوار في مواجهات مع قوة إسرائيلية في تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفق الرواية الإسرائيلية، ولم يكن مختبئا في نفق كما كان يردد بنيامين نتنياهو.

ومات مقاتلا ولم يكن “مختبئاً كالجرذان ولا محاطاً بالأسرى المدنيين”، كما كان يردد قادة إسرائيل باستمرار.

كما أن مقتله بطريق الصدفة، وليس نتيجة عمل استخباري ولا عسكري معقد، حرم إسرائيل من إخراج صورة تجعل من موته نصراً تبحث عنه في كل عمليات الاغتيال التي نفذتها بتخطيط مسبق.

ولم تمنح السردية الإسرائيلية فرصة للتدخل بها، حيث كان السنوار هدفاً تبرر إسرائيل الكثير من عملياتها بحجة البحث عنه، مما يعني أن المعطيات حالياً قد تدفعها للجلوس على طاولة المفاوضات بعد مقتل المطلوب الرئيسي بالنسبة لها.

مسار المفاوضات

وفيما يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، توقع مراقبون أن يوافق نتنياهو على إعادة فتح ملف المفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس، وسط توقعات بتزايد الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية بسبب المخاوف من تأثير مقتل السنوار على مصير الأسرى.

وفي هذا السياق، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن أهالي الأسرى أعربوا عن قلقهم على مصير ذويهم المحتجزين لدى حماس في غزة، وصعّدوا مطالبتهم بالاستفادة من قتل السنوار للتوصل إلى اتفاق لإعادة ذويهم، خاصة بعد أن أبلغ مكتب نتنياهو أهالي الأسرى أنه لم يتم العثور على أي منهم في المكان الذي عثر فيه على جثة السنوار.

وكانت احتجاجات عائلات الأسرى قد تصاعدت بشكل ملموس خلال الفترة الماضية لمطالبة الحكومة بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل للمحتجزين مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

وزادت حدة هذه المطالبات والاحتجاجات بشكل خاص منذ مطلع أيلول الماضي عقب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي إعادة ستة جثث لأسرى من نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.