لكل السوريين

أمراض يسبّبها تلوّث المياه في الريف الجنوبيّ للحسكة

أزمة مياه خانقة تعيشها بين الحين والآخر أحياء وأرياف مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، أثرت بشكل كبير على نظافة المياه الصالحة للشرب، والتي أثرت بدورها على صحة الأهالي، وسببت لهم مشاكل صحية عديدة.

ويعتمد أهالي مدينة الشدادي بريف الحسكة على شراء المياه الصالحة للشرب من الصهاريج التي تنقل المياه من آبار شموكة وتل براك بريف الحسكة.

وتسيطر دولة الاحتلال التركي على محطة مياه علوك التي تعد المحطة الرئيسية لضخ مياه الشرب لكامل أحياء مدينة الحسكة وأريافها، ما أثر بشكل كبير على أكثر من 5 مليون نسمة.

ودفع موضوع نقص المياه الأهالي للجوء لوسائل بديلة للحصول على مياه الشرب، وهي شراء المياه من الصهاريج المتجولة، والتي تحضر المياه من محطات التحلية المتوزعة في مدن ونواحي المدينة.

المواطن عبود التركيّ من أهالي البجدلي في ريف الشدادي الشرقي أكّد أنّ كمّيات المياه الواصلة إليهم قليلة، ولا تسدّ الحاجة، إضافة إلى أنّها ملوّثة بشكل كبير، فتسبّبت بأمراض لدى الكبار والصغار.

ولفت التركي إلى: “أنّ الأمراض الناتجة عن شرب المياه هي إسهالات بشكل كبير لدى الأطفال وحالات تسمّم كبيرة، وجميع هذه الحالات تنقل إلى مستوصف الناحية لتلقّي العلاج”.

كما أشار التركي وهو صاحب محلّ موادّ غذائية أنّهم يبيعون علبة المياه الصّحية بـ 500 ل س، وهذا يشكّل عبئاً كبيراً على العائلة إذا أرادت استبدال مياه الصهاريج بمياه صحية”.

ومن جانبه، أشار المواطن بسام الإبراهيم إلى: “أنّ مياه الشرب منذ القديم كانت تصل للأهالي عبر صهاريج النّقل، إلّا أنّها كانت تصل نظيفة ولم يشتكِ منها أحد لكون المصدر الرئيس لها محطّة علوك”.

وتابع الإبراهيم: “إنّ المياه التي تصلنا منذ ما يقارب الشهرين كلّها ملوّثة لحدّ كبير وغير صالحة للشرب، وتسبّبت بحالات تسمّم كثيرة عدا عن آلام المعدة وغيرها”.

وبدوره تحدّث الإداري في مستوصف الشعب بالشدادي إسماعيل حاج محمد لوكالة هاوار الإخبارية قائلاَ: “مع بداية فصل الصيف أكثر الحالات الواردة إلى المستوصف هي حالات تسمّم وإسهال غير طبيعيّ ناتجة عن تلوّث المياه، إضافة إلى تناول المأكولات المكشوفة، وبدوره يقوم المستوصف بتقديم العلاج اللّازم وحسب الإمكانيات المتوفّرة، كما أنّ غالبيّة الحالات التي تأتي إلى المستوصف هي من الأطفال”.

ونوّه إسماعيل حاج محمد إلى: “أنّ المياه أصبحت في غالبية مناطق الجزيرة ملوّثة أو غير صالحة للشّرب، وهذا ما يزيد من المشاكل الصحّية لدى الأهالي والسكّان في المنطقة”.

وتابع إسماعيل حاج محمد: “إنّ الطّريقة الوحيدة لتنقية المياه هي عن طريق فلاتر خاصّة تقوم بتنقية المياه أو التعقيم عن طريق الكلور، وهذا ما نقوم باستخدامه ضمن المستوصف أي التنقية عن طريق أقراص الكلور”.

واختتم الإداري في مستوصف الشّعب بالشّدادي إسماعيل حاج محمد حديثه بالقول: “على الأهالي تنقية مياه الشرب عبر الفلاتر، واتّباع إرشادات السّلامة للحفاظ على سلامة أطفالهم”.