لكل السوريين

دون وجود وقت محدد للانتهاء.. “الآثار” تبدأ بحملة ترميم شاملة للمواقع الأثرية في الرقة

السوري/ الرقة 

تواصل لجنة الثقافة والآثار التابعة لمجلس الرقة المدني، العمل على ترميم أجزاء واسعة من سور الرقة الأثري، بالإضافة إلى مواقع أثرية تاريخية تمتد لعدة قرون ميلادية.

وتعرض قسم ليس بالقليل من السور وأجزاء أخرى من مواقع أثرية تشتهر بها مدينة الرقة لدمار طال معظم أجزائها، جراء الحروب التي شهدتها المدينة على امتداد سنوات الأزمة السورية.

وعلى الرغم من أن اللجنة بعد التحرير باشرت بترميم أجزاء واسعة من السور إلا أنها للتو حتى باشرت بترميم الأقسام الحالية.

وحول هذا الموضوع، قال عبد الغفور خلف، المسؤول عن قسم المواقع الأثرية في مجلس الرقة المدني، إن المعنيين بترميم السور سيقومون بترميم كافة الأجزاء المدمرة أو التي تعرضت للتخريب، لافتا إلى عدم وجود مدة محددة لجدول الأعمال أو انتهاء العمل.

وأردف قائلا “عندما ننتهي من ترميم السور سنبدأ على الفور بترميم المواقع الأثرية الموجودة في المدينة حتى في خارجها، ولن نتوقف عن ذلك حتى نعيد الإطلالة الجميلة التي كانت تتمتع بها المواقع الأثرية سواء التي هي داخل المدينة أو في أريافها”.

وخضعت مدينة الرقة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي منذ العام 2014، واستمرت فترة تواجد التنظيم مدة فاقت الـ 3 سنوات، حتى حررتها قوات سوريا الديمقراطية بالكامل من قبضته.

وقبل سيطرة التنظيم، كانت المدينة تخضع لسيطرة فصائل ما كانت تعرف بـ “الجيش الحر”، حيث استمرت تحت سيطرته لقرابة عام ونصف، قبل أن ينتزعها التنظيم بعد معارك شرسة أدت لدمار بعض البنى التحتية في المدينة، ولم تخل المواقع الأثرية من التخريب الممنهج سواء على يد فصائل الجيش الحر أو إرهابيو التنظيم.

وأثناء تواجدهم في المدينة؛ حوّل عناصر «داعش» السور إلى مكب للسيارات المفخخة والمحترقة والقديمة ورمي النفايات والقمامة، وكانت تباع فيه غنائم الحرب.

وبدأت اللجنة مراحل عمل لترميم كل من سور الرقة الأثري وباب بغداد، إذ جرى حقن الأجزاء المتضررة من باب بغداد بمادة الجص لتدعيمه بدايةً، ومن ثم البدء بترميم أبراج السور الأثري.

وتزيل ورش الترميم التي تعمل في المواقع الأثرية الأجزاء المتضررة من الطوب الطيني (اللبن) والطوب الفخاري، ومن ثم تقوم بتعمير اللبنات التي تم تجهيزها في وقت سابق.

وأشار عبد الغفور إلى أن السور يتمتع بمكانة تاريخية في قلوب كل أهالي المدينة، ولذلك يتوجب على الجميع المساهمة في الحفاظ عليه كما الحفاظ على المواقع الأثرية الأخرى.

وطالب الجميع بأن تكون مسؤولية حماية الأماكن الأثرية مسؤولية الجميع في الرقة، معتبرا أن السور يعكس مدى المكانة التاريخية التي تتمتع بها الرقة وتتميز بها.

ويعد سور الرقة الأثري أحد أقدم المواقع الأثرية التي توجد في سوريا، إلى جانب باب بغداد ومواقع أثرية أخرى كـ “مدينة الرصافة جنوب غربي المدينة”.