لكل السوريين

لا من محال الألبسة الجديدة ولا من البالة.. دمشقيات لم يستطعن شراء اللباس الشتوي هذا العام

دمشق/ روزا الأبيض 

أدى ارتفاع أسعار الألبسة النسوية في أسواق العاصمة دمشق لحرمان الكثير من النساء من شراء الألبسة الشتوية هذا العام، في ظل وضع صعب تعيشه آلاف العوائل في مناطق سيطرة الحكومة السورية بشكل عام.

وعلى الرغم من انتشار كبير لأكشاك الألبسة المستعملة “البالة” إلا أن تدني العملة السورية وانخفاض سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية أدت إلى بقاء الأسعار ملتهبة بحسب نسوة التقت بهن مراسلتنا في أحياء العاصمة دمشق.

وتقول ناديا، من قاطنات حي التضامن إنها لم تشتري لباس شتويا هذا العام، لافتة إلى وجود أمور أكثر أهمية من اللباس في ظل هذا الوضع المعيشي الخانق.

ووصل سعر الثوب النسائي لـ 45 ألف ليرة سورية من المحال التي تبيع الألبسة الجديدة، في حين لم تكن الأسعار في البالة مشجعة كما يجب، بحيث يبلغ سعر الثوب ذو الجودة الأدنى حوالي 15 ألف ليرة، وهذه أسعار تعد عالية قياسا بوضع العائلات في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

أم إسماعيل، أرملة من منطقة الكسوة بريف دمشق، تقطن في حي التضامن أيضا، لم تستطع شراء لباس شتوي هذا العام لها، مشيرة إلى أن هناك لوازم أهم من اللباس، حسب ما قالت لمراسلتنا.

وتضيف الأرملة البالغة من العمر 44 عاما إنها اضطرت لتفضيل شراء لباء لأبنائها الخمسة على نفسها، لافتة إلى أنها لا تستطيع شراء الألبسة مع بعضها.

وتقول أيضا “حتى لباس أولادي اشتريته من البالة، كنا نرى البالة بأنها مقصد للفقراء، لكن على ما يبدو أننا سوف نعدل عن الذهاب للشراء من البالة، وسنقضي المواسم القادمة بالألبسة القادمة إلى أن تنتهي الأزمة التي تعيشها البلاد”.

وأشارت إلى أن الوارد المالي لها ولعائلتها لا يصل لـ 100 ألف ليرة، فهي تتقاضى راتب زوجها الذي قتل أثناء المعارك التي خاضته القوات الحكومية ضد تنظيم داعش الإرهابي في العام 2016، بالإضافة إلى راتبه الذي تتقاضاه من جمعية خيرية.

أما حال سناء فلم يكن أفضل، فهي مطلقة من ابن عمها منذ 3 سنوات، ولديها منه طفلة، وتعيشان في منزل أم سناء في حي ركن الدين.

وتقول سناء “تركني أنا وبنته وهاجر خارج البلاد، وضعنا صعب للغاية، حتى أنني لم أقم شراء اللباس الشتوي لي، واكتفيت بشراء لباء لبنتي من البالة”.

وتعيش مئات الآلاف من العوائل في مناطق سيطرة الحكومة السورية في وضع معيشي سيء للغاية، وسط استمرار هبوط الليرة السورية المتواصل.