لكل السوريين

ارتفاع ظاهرة العنف في مدارس حمص

حمص/ بسام الحمد

سجلت مدارس في حمص مؤخراً، تصاعد ملحوظ في حوادث الاعتداء التي تحولت إلى ظاهرة متفاقمة، ضمن حالة فوضى عارمة، تصل إلى اقتحام باحات المدارس بالسلاح، والشتم والضرب بحق العاملين في السلك التعليمي.

وخلال الأسبوعين الماضيين، سجلت حادثتا اعتداء على مدرستين في إذ تعرض تلميذ بالصف السادس للضرب المبرح على يد رجل بالعقد الرابع من العمر أقدم على اقتحام المدرسة الابتدائية في قرية الشرقية بريف حمص الشمالي الغربي، ودخل إلى أحد الصفوف واعتدى على التلميذ.

ووقعت حادثة الاعتداء على الطالب على مرأى من الطلاب والكادر الإداري والتدريسي في المدرسة دون أن يتدخل أحدهم لإيقاف الشخص المعتدي والذي قام بإخراج الطفل من الصف متابعاً ضربه وركله حتى غاب عن الوعي، حيث تم إسعافه إلى المستشفى لتلقي العلاج.

أما في الحادثة الثانية تهجمت أم طالب وجدته على مديرة المدرسة بعد مشادة كلامية بينهم على خلفية سقوط الطفل أثناء حصة الرياضة في باحة المدرسة، حيث أصيبت معلمة بخدوش طفيفة أثناء محاولتها إبعاد الجدة والأم عن مديرة المدرسة.

وتسود حالة من الفوضى العارمة ضمن المدارس في حمص، في ظل تزايد حوادث العنف الجسدي واللفظي والتعدي من قبل الطلاب، مع تفاقم حالات الفوضى وسوء التربية بما ينذر بالخطر لوجود جيل قادم ينقص نسبة كبيرة منه الكثير من التربية والتهذيب.

لم يلق الاعتداء على المدرسة والمعلم ردّة فعل أهلية بمستوى أهمية هذا الحدث، فالاعتداءات المتكررة التي لم توثق هي أكثر بكثير مما تم توثيقه، ومع ذلك هناك عدم اكتراث في المجتمع.

فسكوت الأهالي في حمص عن هذه الاعتداءات، وطيِّها في نسيانٍ متعمدٍ، نتج عن الوتيرة المتسارعة والمتزايدة لمظاهر العنف المحلّي، وبالرغم من أنّ هذه المظاهر تطال أطفالهم مباشرة، إلّا أنّ عدم الاكتراث كان الموقف الأهلي الوحيد، وهذا يؤكد ضعف الترابط الاجتماعي، وتغييب الجانب الأخلاقي، وإفراغ القيم من معناها.

وعن الحادثتين التي اللتان سجلتا يقول مدير تربية حمص، إن المديرية اتخذت كافة الإجراءات القانونية بحق الكادر الإداري في المدرسة الشخص المعتدي.

يذكر أنه كثرت خلال السنوات الأخيرة حوادث الاعتداء سواء من قبل الأهالي والطلاب على الكوادر التدريسية أو العكس، وليس فقط في حمص، بل في محافظات أخرى ناهيك عن حوادث المزاح بين الطلبة التي أفضى بعضها إلى إصابات ووفيات كان آخرها وفاة طفل في مدرسة بريف دمشق.