لكل السوريين

وجع المتضررين من الحرائق باللاذقية بانتظار تنفيذ الخطط والتعويضات

اللاذقية/ سلاف العلي

خيمت حرائق غابات اللاذقية المتتالية بأوجاعها والآمها على الواقع الحراجي في المحافظة، وبات تعويض هذه المساحات أمراً ملحاً، فبالرغم من أن مديرية الزراعة باللاذقية كانت تضع خططا سنوية لتحريج وغرس آلاف الأشجار الحراجية، إلا أنها لازالت حتى اليوم تسعى لتطوير هذه المهمة، وتطمح لتوسيع رقعة التحريج، وتعويض الفاقد الذي خلفته الحرائق، هذا وقد بدأت أيضا كوادر الحراج بالإعداد لموافقات رخص الاستصلاح التي ستجرى للمزارعين الذين يحتاجون لعمليات استصلاح أراضيهم التي تضررت جراء الحريق إضافة إلى عمليات قلع الأشجار المثمرة الميتة، كما سيتم لاحقا تعويض المزارعين المتضررين الذين فقدوا أشجارهم نتيجة تماوتها أو غراسهم المزروعة بعمر خمس سنوات وما دون غراس مجانية.

المهندس الزراعي السيد جبران يقول: لقد قاربت على الانتهاء عملية التحريج وفق الخطة المعلنة لإنتاج الغراس الحراجية في المشاتل المتخصصة التابعة لدائرة الحراج، ومن ثم تحريج بعض المساحات الحراجية سواء المحروقة أو ذات التغطية الحراجية الضعيفة، أو المواقع التي تعرضت للتعدي الجائر وكذلك مواقع قرارات نزع اليد، أن خطة التحريج المقررة للموسم الحالي بلغت ألف هكتار، تم تنفيذها وأن العمل يتم بدءا من جمع البذور الحراجية من الغابات المنتشرة في المحافظة، ومن ثم تجهيزها في المشاتل وصولا إلى غراس بمواصفات فنية جاهزة للزراعة في الأرض الدائمة، وهنالك خطة لتنفيذ التحريج الاصطناعي ضمن المواقع الحراجية، وتأمين احتياجات المواطنين الراغبين بشراء الغراس الحراجية، ويوجد غراس حراجية الجاهزة للزراعة من نوع (الصنوبر الثمري – الصنوبر البروتي – الغار – الخرنوب – السرو – السنديان والبلوط والعذر- الأرز- الشوح).

المهندسة الزراعية ياسمين قالت: أن خطة المديرية التحريجية لهذا الموسم ليست طموحة للغاية تماشياً مع ما خلفته الحرائق في المواسم الماضية، وإن العمل لم يبدأ في كافة المواقع المستهدفة، ولم يبدأ التوجه لزراعة الغراس الحراجية المتعددة الأغراض، كغراس الصنوبر الثمري والغار والخرنوب، لكونها ذات قيمة غذائية واقتصادية، وأكثر جمالية للغابات، ومرغوبة بشدة من قبل سكان المجتمع المحلي، ولم يتم التركيز على زراعة عريضات الأوراق، لأنها أقل حساسية للحرائق، و تزرع على جوانب الطرق كأشرطة عازلة بين الأشجار وخاصة الصنوبريات، وكان يجب اطلاق حملات التشجير، حرصا على تكريس مفهوم الاستدامة في زراعة الأشجار الحراجية وزيادة مساحة الغطاء النباتي.

السيد أبو نائل ولديه مشتل زراعي وهو مساعد مهندس أخبرنا: يوجد دور بناء للمشاتل الزراعية العامة والخاصة، بحيث تعمل هذه المشاتل على جمع البذور الحراجية من الغابات المنتشرة في المحافظة، ومن ثم تجهيزها في المشاتل إلى أن تصبح غراسا، قبل أن تنقل إلى مواقع التحريج المقررة، علما أن المشاتل تغطي سنويا حاجة الغراس الحراجية، كما تلبي احتياجات المواطنين الراغبين بشراء بعض الغراس الحراجية.

وأضاف المزارع أبو غياث قائلا: لقد بدأت بشكل غير حاسم  حملة مكافحة جادوب الصنوبر وذلك بعد التحري عن فقس بيوض الجادوب وظهور اليرقات، حيث يتم استعمال مبيدات آمنة على البيئة وهي عبارة عن مانع انسلاخ أتابرون، بدأت الأعمال في مراقبة أكياس البيض للتدخل في الوقت المناسب وقد تم تجهيز عدة جرارات ومرشات لتنفيذ حملة المكافحة علما أنه تم في وقت سابق قص وحرق أكياس البيض الموجودة في أطراف الطرقات والمواقع السياحية والدينية والمراكز الحكومية: مدارس، مشافي, بلديات، وتم توجيه المواطنين وخاصة طلاب المدارس لعدم العبث ولمس يرقات وأعشاش الجادوب لأنها تسبب حساسية للجلد والعيون وجهاز التنفس والابلاغ عن أي موقع يشاهد فيه أعشاش جادوب ليتم التعامل معها بالطرق الفنية من قبل المختصين.

السيدة لميس مساعد مهندس زراعي أوضحت لنا: عن البدء بقيام دورة تدريبية باللاذقية وبعنوان: القياسات الحراجية، وتضم الدورة 27 متدربا ومتدربة من الفنيين بدوائر الحراج بالمحافظات تتضمن الدورة العديد من المحاور المتعلقة بإدارة وتنظيم الغابات ودورها في تربية الغابات وتحسينها  ودور تنظيم وإدارة الغابات في وقاية الغابات من الحرائق وتسهيل الإخماد في حال نشوب الحرائق، بالإضافة لدور نظم المعلومات الجغرافية في إدارة وتنظيم الغابات من خلال حساب المؤشرات الخاصة الكثافة الحراجية والأنواع النباتية وإمكانية تقسيم الغابة إلى مقاسم تبعا لذلك، وانتهت الورشة الرابعة الخاصة بالمنطقة الساحلية (طرطوس واللاذقية) من سلسلة الورشات التفاعلية التي تنظمها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في إطار تعديل قانون الضابطة الحراجية رقم 41 لعام 2006، في قاعة التأهيل والتدريب في مديرية زراعة اللاذقية، وتأتي أهمية هذه الورشة من محاولة خلق بيئة تشريعية ناظمة لعمل الضابطة الحراجية بما يمكنها من تأدية مهامها في حماية الثروة الحراجية وقمع التعديات عليها للحفاظ على الثروة الحراجية وتطويرها بما يضمن استدامة الموارد الطبيعية، كذلك وضمن إطار نشاطات المشروع الإقليمي “الاستجابة الطارئة والاستعداد لتعزيز قدرات بلدان المنطقة للتخفيف من مخاطر دودة الحشد الخريفية تم خلال الفترة 12-16 تشرين الثاني 2023 تنفيذ دورة تدريبية في دائرة المكافحة الحيوية حول تشغيل جهاز التخمير(المقدم من منظمة الأغذية والزراعة /الفاو) واستثماره في إنتاج المبيد الحيوي بيوفيريا باسيانا، والذي يكافح طيف واسع من الحشرات الاقتصادية، واستمرت الدورة 5 أيام تم خلالها تركيب الجهاز مع جميع الملحقات وإجراء التشغيل التجريبي من قبل شركة تدقيق محايدة.

السيد أبو كمال وهو مزارع تعرض إلى خسارة فادحة بالحرائق، أشار إلى ما يلي: لقد قامت مديرية زراعة اللاذقية بتوزيع شبكات ري بالتنقيط تعويضا للمزارعين الذين لحقت أضرار بشبكاتهم الري نتيجة الحرائق، حيث تمّ توزيع 165 شبكة ري بالتنقيط لـ 40 مزارعا ضمن نطاق عمل إرشاديات مشقيتا – ربيعة – السرايا، ومن أجل إيصال المازوت الزراعي إلى مستحقيه مباشرة وخاصة المتضررين من الحرائق، وذلك عبر أتمته عمليات التوزيع، فقد تم إدراج بند مازوت زراعي إلى برنامج (وين) يحدد الكميات المستحقة وفق المساحة المتضررة  والفترة المتاحة للاستلام، حيث أن قوائم المحطات التي يتوفر فيها المازوت الزراعي موجودة في الوحدات الإرشادية والجمعيات الفلاحية.

السيد أبو الليث وهو رئيس جمعية فلاحية في ريف جبلة أخبرنا: بعد الوعود الرسمية المطاطية بإتمام تعبئة الدفعة الأولى من مازوت التدفئة قبل نهاية العام الحالي ومنح الأولوية للمازوت المنزلي، ومع هجوم منخفضات الشتاء ومفاجآت برده وأمطاره، توجه بعض المواطنين إلى بدائل أخرى لتأمين مؤونة تدفئة هذا الفصل وخاصة عبر اعتماد الحطب، وللأسف فإنها طريقة ضارة بالجهاز التنفسي من جهة وبرئة المحافظة المتمثلة بحراجها وغطائها النباتي الذي يقع أساسا تحت وطأة مشكلات الجفاف وزحف مناطق الاستقرار المطري بعيدا عن أراضيها الزراعية، وهنالك عدد كبير لم يوزع المازوت عليهم، وبعضهم حصل على 50 ليترا بعد سنة من الحرمان من مخصصاته غير الكافية لشهر في ظل الغياب الكبير للتيار الكهربائي والبرد القارس الذي تشهده المحافظة ، رغم أن وضع الحراج ضمن المحافظة غير جيد ويشهد تراجعات كبيرة وتعديات جارية على قدم وساق، إضافة إلى رعي جائر وكسر أرض وقلع وتشويه وقطع، ودائما يصرح المعنيون بأنه سيتم التركيز على المناطق المتضررة، وستقام بالتعاون مع المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية.