يتجول أهالي بمدينة حمص بحثاً عن أكياس الإسمنت الفارغة (الشمينتو)، ليجمعوها في كيس واحد كبير، ينفض الأهالي الغبار عن الأكياس ويضعونها في سلة مخصصة لجمع هذه البقايا من مستلزمات العمل لاستخدامها في للتدفئة خلال فصل الشتاء.
أكياس اسمنت فارغة، خشب زائد من نجّار الباطون، بقايا بلاستيكية، يحزمها صفوان في “مطاطة” واحدة، فيتقلص حجمها بشكل كبير، ليعيد فتحها عند وصوله إلى منزله في الوعر.
يقول إن أولاده صغار لا يستحملون هواء الشتاء البارد القادم على الأبواب، والمشهود لهذه المدينة بقسوته، ورغم أن هواء الشتاء البارد لفح وجوه الناس في غرف منازلهم إلا أن عملية توزيع مازوت التدفئة ما تزال تسير ببطء في حمص بمعدل ثلاثة طلبات يومياً إذ لم تتجاوز نسبة التوزيع 40 بالمئة.
ويتوقع مسؤولون زيادة الكمية المخصصة لتوزيع المازوت المنزلي خلال الفترة القادمة من خارج الخطة الموضوعة وذلك لدعم قطاع التدفئة موضحاً أن باقي الطلبات توزع على القطاعات الخدمية مثل الأفران والصحة والنقل والزراعة، حيث أن قطاع النقل الجماعي يستحوذ على الحصة الأكبر من مخصصات المازوت للمحافظة.
ويلاحظ أنه في السوق السوداء بمحافظة حمص قلة الطلب على مادة مازوت التدفئة مقارنة بالعام الماضي بالرغم من توافرها والسبب عزوف الناس عن الشراء لضعف قدرتهم الشرائية والأصح عجزهم عن الشراء إذ يقارب سعر 20 ليتر الراتب الشهري للموظف، حيث يباع الليتر بين 10 آلاف – 12 ألف ليرة سورية.
يقول فران إن مخصصات مازوت التدفئة بالكاد تكفي أياماً معدودات، ولا قدرة مالية على شرائه بالسعر الحر من الأسواق، كما أن أسعار الحطب ارتفعت بشكل كبير يفوق قدرته.
وامتهن رب الأسرة المؤلفة من 7 أشخاص ويعيش في بيت قديم مدمر بأجزاء كبيرة منه إنه “بآخر سنتين صرت أجمع الكياس”، من الورشات التي عمل بها، فكانت حلاً بديلاً لا بأس به ساهم بتأمين الدفء لأطفاله وعائلته”.
ولجأ الكثيرون إلى حلول أخرى، كجمع النايلون والبلاستيك، أو شراء صوبيات السبيرتو الخطرة، وغيرهم عاد للحلول القديمة باستخدام قرفوش الجلة، بينما قضى البعض فصل الشتاء تحت البطانيات.
وما إن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، لم يعد يستغرب الحماصنة، انتشار رائحة النايلون في شارع معين أو حي، خاصة وأن بعض مخصصات المازوت الخاص بالتدفئة للمواطنين، لم توزع إلا مع بدء أيام الصيف الأولى.