لكل السوريين

مزارعو ريف الرقة الشمالي بين سندان الحاجة ومطرقة التجار

الرقة/ صالح اسماعيل  

يعاني أغلب المزارعين في ريف الرقة الشمالي من جشع التجار الذين يقومون باستغلال حاجة الفلاحين، ويتحكمون بالأسعار للمحاصيل الزراعية وخصوصا وقت إنتاج الموسم، حيث يضطر أغلب المزارعين لبيع محاصيلهم لسداد مترتباتهم، وتأمين مستلزماتهم للمواسم الزراعية المتلاحقة.

ويواجه المزارعين صعوبة في تسويق محاصيلهم الزراعية وخصوصا محصول الذرة الصفراء الذي يتطلب تسويقه تأمين كرت تسويق من مجفف الرقة بسبب القدرة الاستيعابية للمجفف.

الفلاح شواخ العلي من قرية تل السمن شمالي يقول: “ذقنا ذرعا من جشع التجار الذين يقومون باستغلال الفلاحين، حيث يأخذون اتعابنا بأثمان بخسة لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج، إضافة لتفاوت الأسعار من بدء الموسم الزراعي وحتى نهايته”.

وأضاف العلي: “نضطر لبيع محاصيلنا لتغطية تكاليف الإنتاج وسداد مترتبات الزراعة، وتأمين مستلزمات الموسم القادم من بذور وأسمدة”.

ويعود سبب بيع الفلاحين لمحصول الذرة الصفراء هذا العام لعدة أسباب، أبرزها حاجة الأغلبية منهم للمال الفوري لتغطية تكاليف زراعة أخرى كالقطن وغيره، أضف إليها أن مراكز استقبال الذرة في الرقة تشهد ازدحاما من قبل المسوقين لا يتناسب بحسب البعض مع الطاقة الإنتاجية للمحصول.

ومن جانبه بين الفلاح حسين العيسى بأنه أجبر على بيع محصول الذرة الصفراء لهذا العام للتجار وذلك بسبب صعوبة تأمين كرت تسويق من مجفف الرقة للذرة الصفراء، والخوف من حالة الطقس الجوي، كوننا مقبلين على أجواء شتوية تشكل صعوبة في تجفيف المحصول وتخزينه وعدم توافر أماكن لتجفيفها.

وطالب كل من العلي والعيسى لضبط التجار ووضع حد لجشعهم، ودعم الفلاحين بالمستلزمات الزراعية اللازمة للاستمرار بالعملية الزراعية وتحسينها.

وكانت الهيئة الاقتصادية في الإدارة الذاتية لمنطقة شمال شرق سوريا أصدرت قرار بتحديد سعر الكيلو غرام من الذرة الصفراء بـ 1100 ليرة سورية، فيما يقوم التجار بشراء الكيلو غرام من الذرة الصفراء بأسعار لا تتجاوز 800 ليرة سورية.

وتأتي الرقة في المراتب الأولى بالنسبة للزراعة، وتكثر فيها الزراعة في الأرياف الشمالية والغربية والشرقية، وتأثر الفلاحون كثيرا من جراء الأزمة السورية ما أدى إلى تراجع في الإنتاج بكافة المزروعات.

ويعتمد غالبية سكان الرقة كما دير الزور والحسكة على الزراعة بنسبة تفوق الـ 80 %، ويأتي القمح والشعير في مقدمة المزروعات، تليها زراعة القطن بنسب ترتبط بنجاح الإنتاج وتكاليفه.

ومع تراجع مستوى إنتاج القطن اتجه الكثير من المزارعين لزراعة الذرة الصفراء بشكل كبير، وشجع الفلاحون في ذلك قلة تكاليف الزراعة من جانب وعدم احتياجها ليد عاملة كما في زراعة القطن على سبيل المثال، ناهيك عن الأسعار المناسبة التي حددتها الإدارة، بحسب فلاحون.