أصدر “مصرف سوريا المركزي”، في أول بيان له، الأربعاء الماضي، منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، قراراً يفيد بأن سوريا ستعتمد سعر صرف موحدا رسمياً عند 15075 ليرة مقابل الدولار.
جاء القرار بعد أن حققت الليرة السورية ارتفاعاً ملحوظاً في قيمتها، قُدر خلال الأيام الماضية بنحو 20% على أقل تقدير، ذلك بعد أن سقط نظام الأسد بأيام قليلة.
الارتفاع الذي شهدته الليرة جاء مع عودة السوريين من لبنان والأردن، والقضاء على قواعد الأسد الصارمة لتداول العملات الأجنبية والتي كانت تُجرم التعامل بالدولار، فكان استخدام أي عملات أجنبية قد يسبب إلحاق السوريين من المتعاملين بها إلى السجن.
وصلت أسعار صرف الليرة السورية نهاية الأسبوع الماضي وفقاً لموقع “الليرة اليوم” 15000 ليرة مقابل الدولار الواحد للشراء في دمشق، و16000 مبيع في كل من دمشق وحلب، ذلك بعد حالة من التدني التاريخي كانت شهدتها قيمة العملة الوطنية السورية في آخر أيام عهد الأسد.
وفي بداية الحرب كان سعر الدولار يعادل 47 ليرة سورية، لكن مع تصاعد الأزمة السياسية والأمنية في البلاد، بدأت الليرة تشهد تدهوراً كبيراً.
كان سعر مبيع الدولار في دمشق قبل انهيار نظام الأسد، سجّل 25.000 ليرة سورية لكل دولار أميركي، وأما سعر الشراء فقد بلغ 23.000 ليرة سورية أمام الدولار، وذلك وفقا لما نشره موقع “الليرة اليوم“ آنذاك، لتبدأ بعد سقوط الأسد رحلة التعافي واستعادة جزء من مستوياتها.
يُعد سعر الصرف الموحد سعراً رسمياً تحدده السلطات النقدية، نظرًا لتذبذب سعر الصرف بين الارتفاع والانخفاض وكذلك تعدد الأسعار ليتدخل البنك المركزي في نهاية المطاف لوقف هذا التعدد، على أن يتم اعتماد هذا السعر الموحّد في سحب الأموال من المصارف أو عند تحويل العملات عند الصّرافين.
ويساهم استقرار سعر الصرف في إعادة بناء الثقة بالليرة السورية وعودة التداول بها، بعد أن فقد المواطنون الثقة فيها منذ أن اندلعت الأزمة في عام 2011.
يخلق تذبذب سعر الصرف وتعدده حالة من عدم الاستقرار، بينما الاقتصاد السوري والأسواق في حاجة مُلحّة خلال الوقت الراهن إلى الاستقرار الذي يساهم في إعادة بناء الثقة بالليرة السورية وعودة التداول بها، إضافة إلى زيادة تدفقات وتحويلات السوريين بالخارج من العملات الأجنبية.
يجدر الإشارة بأن القائد العام لـ “إدارة العمليات العسكرية “في سوريا، أحمد الشرع، كان أكد خلال تصريحات صحفية له مؤخراً، أنه سيتم إصدار عملة جديدة في سوريا بعد استقرار وتحسن قيمة العملة الحالية.
كما أن رئيس حكومة تصريف الأعمال في سوريا، محمد البشير، كان قد كشف خلال تصريحات صحفية مؤخراً أن خزائن “المصرف المركزي” لا تحتوي إلا على أوراق نقدية بالليرة السورية، مع الافتقار إلى السيولة بالعملات الأجنبية.
كما ذكر “المصرف المركزي” السوري، أن العملة المعتمدة في التداول في سوريا هي الليرة السورية بكافة فئاتها.