لكل السوريين

ألعاب “البلايستيشن” تجتاح أحياء حلب… شغف متصاعد بين الشباب وقلق متزايد لدى الأهالي

حلب/ خالد الحسين

تشهد مدينة حلب، ولا سيما أحياءها السكنية مثل الفرقان، انتشاراً لافتاً لمحلات ألعاب “البلايستيشن”، حتى بات من النادر أن يخلو زقاق أو بناء من أحد هذه المحلات. ويقصدها يومياً عشرات الأطفال والمراهقين والشباب، في مشهد بات يثير قلق الأهالي الذين يرون في هذه الظاهرة خطراً على التحصيل الدراسي والتوازن النفسي لأبنائهم.

ظاهرة انتشار البلايستيشن لم تعد مجرّد وسيلة ترفيه، بل تحولت إلى نمط يومي لدى العديد من الفتيان، تبدأ جلساتهم في هذه المحلات بعد ساعات المدرسة وتمتد حتى المساء، حيث تحظى ألعاب مثل FIFA وeFootball بشعبية كبيرة، وتستقطب عشاقها من مختلف الفئات العمرية، وسط أجواء حماسية وجماعية.

خلال جولة أجراها مراسل “السوري” في حي الفرقان، التقى بأبو سعيد، صاحب أحد أكبر محلات الألعاب الإلكترونية في المنطقة، والذي أكد أن الإقبال في تزايد مستمر، وقال: “منذ الصباح وحتى منتصف الليل، المحل لا يهدأ. الزبائن من طلاب المدارس والجامعات، وأحياناً الأطفال يأتون مع إخوتهم الكبار. في عطلة نهاية الأسبوع نضطر لتطبيق نظام الحجز بسبب الازدحام”. وأضاف: “اللعبة المفضلة طبعاً هي كرة القدم، فيها تحدي ومنافسة قوية، وهذا ما يجذبهم”.

لكن في الجانب الآخر، تتعالى أصوات الأهالي المتذمرين من الإدمان المتزايد لأبنائهم على هذه الألعاب، حيث عبّر أبو ليث، والد أحد الأطفال، عن قلقه من تأثيرها على المستوى الدراسي والنفسي لابنه. وقال: “ابني كان من المتفوقين، اليوم بالكاد ينجح، وكل همه أن يذهب إلى محل البلايستيشن. حاولت منعه، لكنه يذهب خلسة. الأمر أصبح عبئاً نفسياً ومادياً علينا”. وأضاف: “بعض العائلات غير قادرة على دفع تكاليف اللعب يومياً، ومع ذلك يصرّ الأولاد بشكل مزعج”.

أما الشباب، فلهم رأي مختلف يقول علي، شاب في السادسة عشرة من عمره، وهو ممسك بذراع التحكم بابتسامة: “اللعب بيخلينا ننسى الهموم، ما في أماكن نروح عليها، وهذا هو المتنفس الوحيد إلنا”. بينما أشار صديقه كرم إلى أهمية الاعتدال في استخدام هذه الألعاب: “أنا بعرف متى أدرس ومتى أرتاح، بس الأهل بيشوفوا إنو مسك الذراع يعني ضياع المستقبل”.

وبين مؤيد ومعارض، تبقى ظاهرة انتشار محلات البلايستيشن في حلب نقطة جدل متصاعدة، تحتاج إلى توازن بين الترفيه وضبط السلوك، وسط دعوات متزايدة من الأهالي للجهات المختصة بضرورة تنظيم عمل هذه المحلات، وتحديد أوقات لعب مناسبة، بما لا يضر بمستقبل الطلاب ولا يرهق كاهل الأسر.