شن مرتزقة هيئة تحرير الشام، قبل يومين حملة اعتقالات واسعة طالت عدد من النساء بريف مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، وذلك على خلفية تظاهرة نسوية ضد أبو محمد الجولاني، الذي يتزعم ما تسمى بـ “الهيئة”.
وشملت حملات الدهم والاعتقالات عدد من البلدات في الريف الإدلبي، في كل من سرمدا ودير حسان بالريف الشمالي للمدينة، وذلك عقب التظاهرة التي طالبت بالإفراج عن معتقلين بسجون الهيئة، ناهيك عن المطالبات بإسقاط الجولاني.
وقال المرصد السوري، إن “جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، نفّذ حملة دهم واعتقالات، طالت 21 شخصاً بينهم 7 نساء من المشاركين في المظاهرة التي خرجت في بلدة سرمدا بتهمة ضرب السلم الأهلي”.
وشهدت المداهمات تخريب ممتلكات وتعدي على السكان في بلدة سرمدا وقرية دير حسان، وسط استياء سكان الذي وصفوا أسلوب المداهمات بـ “التشبيح”، طبقاً للمرصد.
وفي سياق قريب، وفي شمال غربي سوريا أيضا، تشهد مدينة عفرين المحتلة، ازدياد في عمليات السطو التي ينفذها مرتزقة الجيش الوطني، المدعوم من قبل جيش الاحتلال التركي والشرطة العسكرية.
وشملت الإتاوات بحسب وسائل إعلامية، عدد من المنازل التي تعود ملكيتها للسكان المحليين، الذين رفضوا النزوح من المدينة بعد احتلالها في العام 2018 على يد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
وفي أحدث التطورات، استولى مرتزقة السلطان مراد، على منزل يعود ملكيته لمواطن في حي الزيدية في مدينة عفرين، وذلك بقوة السلاح، ما شكل حالة من الذعر داخل نفوس الأهالي.
ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة في سلسلة الانتهاكات، فقد تم تسجيل عدة حالات سرقة في مناطق متفرقة من عفرين المحتلة، حيث سجلت المدينة وأريافها عدد من حالات السرقة على يد مرتزق السلطان مراد.
إلى جانب هذه الانتهاكات، تتعرض العائلات الكردية في عفرين لابتزاز مستمر من قبل المرتزقة، حيث فرضت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات” المزيد من الأتاوات على كل عائلة كردية في مناطق سيطرتها الأمنية والعسكرية.
وبحسب مركز توثيق الانتهاكات، فإن المرتزقة فرضت مبلغ قدره 100 دولار أمريكي على كل عائلة، مع التهديد بالضرب والاعتقال لمن يمتنع عن الدفع.
المركز نفسه كان قد أكد أن حملة فرض الإتاوات شملت قرى كلا من “ميركان، شيتكا، كاخرة، معبطلي، رويتا، حبو، شيطانا، وصولا إلى قرى ناحية شيه بريف عفرين المحتلة”.
وفي ناحية راجو، فرض مرتزقة “أحرار الشرقية” إتاوة مالية مقدارها 200 دولار أمريكي على العائلات الكردية، مع تهديد بمصادرة الممتلكات في حال الامتناع عن الدفع لأي سبب.
وتستمر هذه الممارسات في خلق أجواء من الخوف والترهيب بين السكان الكرد في عفرين، وسط صمت دولي تجاه هذه الانتهاكات المتواصلة.\
وخلال الأيام الماضية، شهدت مدينة عفرين المحتلة وأريافها، ارتفاع معدل الخطف أيضا، حيث اختطف مرتزقة الجيش الوطني التابع للاحتلال التركي ما يقارب 70 مواطنا خلال الأيام الماضية.
وعادة ما يتم اختطاف المواطنين من المنازل التي يتم تكسير وخلع أبوابها، واقتحامها، وتفتيشها، ونهب محتوياتها، وتخريب ما تطاله أيديهم.
وفق إحصائيات رسمية فقد وصل عدد المختطفين في عفرين وحدها منذ بداية العام 2024 إلى ( 391 ) شخصاً، بينهم 12 طفلا دون الـ 18 و (27) امرأة و (222) مريضاً منهم (149) أشخاص بحالة صحية سيئة، وهم بحاجة لتدخل طبي عاجل.