لكل السوريين

كيف تحدث وما أسباب هجرة طوائف النحل في اللاذقية؟

إعداد/ سلاف العلي 

هجرة النحل، هي مغادرة جميع أفراد الطائفة للخلية تاركة الأقراص فارغة أو بها قليل من الحضنة والعسل وحبوب اللقاح لتسكن في مكان جديد. وتحدث عندما تسوء الظروف البيئية حول الطائفة وقد تحدث الهجرة في أي وقت من السنة ولكن وجد أن أكثر الأوقات حدوثاً للهجرة هي ما تلت مواسم النشاط. وهنا يجب التفريق بين ظاهرتين:

  • التطريد: ويعتبر الطريقة الطبيعية لتكاثر نحل العسل والتي تحدث عادة في فصل الربيع أو موسم الفيض أو عندما تكون الطائفة في كامل قوتها. وفي التطريد تنقسم الطائفة إلى عدة طوائف، وفى العادة يكون هناك اتصال ما بين الطرد الذي غادر الخلية والطائفة الأم في هيئة مراسيل (شغالات) يرسلها الطرد إلى الطائفة الأم، حيث أنه يمكن بسهولة اكتشاف إلى أي من الطوائف ينتمي هذا الطرد، وذلك برش مسحوق الدقيق على الطرد ثم العودة إلى المنحل وملاحظة لوحة الطيران لكل خلية، فاللوحة التي عليها كمية من الدقيق نفضتها الشغالة المراسلة عن جسمها عندما حطت عليها تكون هي الخلية التي حدث فيها التطريد وبالتالي يمكن تحرير تلك الطائفة وحل مشكلتها التي دفعتها للتطريد.
  • الهجرة أو (الارتحال) تحدث عندما تسوء الظروف البيئية حول الطائفة، وفيها تغادر الطائفة بكاملها الخلية وترتحل إلى مكان جديد لعلها تجده مناسبا لاستمرار حياتها. وفي حالة الهجرة فلا يوجد أي اتصال بالخلية الأم حيث تكون الخلية فارغة تماما من النحل.

اسبابها:

  1. الجوع لعدم توفر احتياجات الطائفة من الغذاء مع عدم وجود مصادر للغذاء بمنطقة المنحل.
  2. الحرارة الشديدة او الباردة جدا، التي يتعرض لها النحل داخل خليته.
  3. التعرض للاهتزازات الأرضية والأصوات المزعجة بصفة متكررة.
  4. التعرض للهجوم من أعداء النحل مثل دبور البلح وذئب النحل وديدان الشمع والنمل والفئران وغيرها.
  5. ضعف الطوائف.

ووفقا لتقارير، فأن خلايا النحل في ريف اللاذقية, تعرضت الى هجرة لطوائف النحل والى نسبة من الفقد في خلايا النحل , وبشكل تقريبي , وبعد الكشف على الخلايا والتواصل المباشر مع المربين بلغت في منطقة جبلة بين 12% إلى 15%، وفي منطقة اللاذقية بين 15- 18 % وفي القرداحة بين 17- 20 %، وفي الحفة 20- 25%، وذلك بسبب الجفاف الذي حدث في الصيف والخريف مما أدى إلى فقدان المرعى، وعدم قدرة مربي النحل على تقديم التغذية الكافية للنحل بسبب ارتفاع أسعار السكر, مما أدى إلى ضعف الخلايا وجاء الصقيع لعدة أيام فسبب موت الخلايا الضعيفة، واستعمال ملكات أجنبية غير مقاومة , وملكات معمرة، وعدم التقيد بنسبة التغذية السكرية من حيث الموعد والتركيز سواء بالتبكير بعملية التغذية بالمحلول السكري أو بالاستعمال الخاطئ للمستخلصات النباتية من خلال خلط عدة أنواع مع بعضها , مما سبب أيضا مشاكل هضمية زادت من نسبة الموت في الخلايا.

ولوحظ من خلال التواصل مع النحالين أن نسبة الفقد كانت كبيرة عند المربين الجدد بسبب قلة خبرتهم في إجراء عملية التشتية والتغذية وأن الضرر كان على الخلايا الضعيفة بالأساس (3- 5) إطارات، لكن معظم النحالين القدامى بالمهنة اعتبر أن هذا الموضوع طبيعي وقريب مما كان يحدث في السنوات السابقة، وأن الفاقد يمكن تعويضه في الربيع من خلال عمليات التقسيم والتطريد وأن هذا الفاقد لا يعود إلى حالة مرضية.

ونشير الى ان جمعية النحالين عملت على نشر أحدث التقنيات في تربية النحل ومعالجة آفاته، وعلى نشر تقنيات التغذية وإجراءات التشتية عن طريق التواصل المباشر مع النحالين و التعميم على دوائر المناطق والوحدات الإرشادية لإيصالها إلى النحالين، والتعميم على النحالين من خلال جمعية النحالين لخطورة استعمال مادة الاميتراز في مكافحة الفار, والاستعاضة عنها بشرائح زيوت عطرية، والتأكيد على مربي النحل لنقل نحلهم إلى أماكن أخرى أثناء حملات المكافحة : جادوب السنديان  والباذنجان البري، والرش بأوقات الصباح الباكر أو وقت العصر لكي لا يتضرر النحل والتعميم على كل مربي النحل للالتزام بهذه الإجراءات لحماية النحل، وبيع الطرود والخلايا الخشبية وأجزاء الخلايا الفائضة .

ولمنع حدوث الهجرة، يجب اتباع الخطوات التالية:

  1. التغذية عند اللزوم لمنع حدوث مجاعة للنحل.
  2. التظليل على الخلايا ورش أرضية المنحل بالماء.
  3. اختيار موقع الخلايا في أماكن غير معرضة للاهتزازات أو الأصوات المزعجة باستمرار.
  4. مكافحة أعداء النحل من الدبابير وذئب النحل وديدان الشمع والفئران.
  5. تقوية الطوائف الضعيفة.
  6. وضع حواجز ملكات على أبواب الخلايا خاصة قرب موسم النشاط وذلك لمنع خروج الملكات مع النحل المهاجر مما يجبره على العودة في حالة خروجه.
  7. توفير مصدر دائم للماء داخل المنحل أو بالقرب منه وتجنب جفافه في أي فتره من الزمن.
  8. الحرص على وجود أقراص حاضنة مفتوحة بكل خلية من خلايا النحل لما لها من دور هام في استقرار الطائفة.