لكل السوريين

الحمامات الحلبية القديمة تعود لسابق عهدها

مدينة حلب القديمة تعتبر من أقدم المدن في العالم، تحتوي على حمامات عامة وخاصة عديدة وعلينا التأكيد بأن حمامات حلب الكبيرة هي صروح معمارية جميلة وتشبه حمامات القسطنطينية والأناضول وجميع حماماتها تقريباً مبنية بطراز هذه الحمامات الأخيرة

أول ما يواجه الزائر إلى الحمام ما يسمى (البرّاني) وهو يضم مصاطب مرتفعة للجلوس، تتوسطه بركة تتدفق فيها المياه الباردة لتلطيف الجو، وهو معد لاستقبال الزبائن ونزع ثيابهم، وللاستراحة، بعد الانتهاء من الاستحمام وارتداء الملابس النظيفة، ومن ثم الاستعداد إلى الخروج للشارع.

أما (الوسطاني) فهو قسم معتدل الحرارة ومتصل بالبراني، ويجلس فيه رواد الحمام للراحة أو تناول الطعام كالمأكولات الشعبية الشهيرة مثل الكبة النية والمحاشي.

في حين يعرف (الجواني) بحرارته العالية…لأن فيه يتم الاستحمام، وهو يتألف من عدة مقاصير، كل مقصورة عبارة عن غرفة فيها جرن يصب فيه أنبوبان أحدهما للماء الساخن والثاني للبارد.

وقد يوجد أكثر من جرن في المقصورة التي يمكن أن تحجزها أسرة بكاملها، أو مجموعة شبان… فتغلق بستارة تمنع دخول سواهم.

ويضاف إلى هذه الأقسام مستودع كبير مجاور للحمام يدعى (القميم) ، وهو يضم الموقد الملاصق لمستودع المياه لتسخينها، ومستودع تجميع الوقود. ويعرف الرجل الذي يقوم على هذا الموقد بـ (القميمّي) وهي إحدى المهن الشائعة في حلب.

وخلال لقاء أجرته “صحيفة السوري” مع محمد السبع أحد مالكي الحمامات قال:” الحمام كان وما زال مجمعاً لأهالي الحي، ويشكل جواً اجتماعياً مميزاً من خلال إعادة إحياء طقوس أعراس حلب القديمة وفرح الأهالي بمناسبات زواج أبنائهم، حيث يمكن للحمام استقبال أكثر من ٣٠٠ شخص.

ويقوم ياسين أبو عبدو وهو أحد العاملين في الحمام، والذي ما زال يعمل في مهنته وهي المكيّس، باستقبال الزبائن وتقديم الخدمات لهم، مشيراً إلى أن أجواء الفرح التي تجمع أهالي الحي في الحمام من خلال مناسبات الأعراس، حيث يأتي العريس مع مجموعة من أصدقائه وأهله وتتم طقوس الحمام مع أهازيج وأغاني الفلكلور الحلبي القديم.

زائرو الحمامات يرتادونها ليمضوا وقتاً هنياً في الاغتسال، وفي تناول الطعام والاستشفاء من بعض الأمراض، ويحيون فيها بعض مناسباتهم الاجتماعية’ كالصباحية للعريس والطّهور.

والجدير بالذكر بأن زوار الحمامات التقليدية جُلهم من السّياح بالإضافة لأهالي المدينة.