لكل السوريين

طلاب الشهادتين بين سندان التكلفة الباهظة للدروس وسندان الحصول على العلامة في الامتحان

تقرير/ أـ ن

أن ظاهرة الدروس الخصوصية قديمة وهي الخطوة الجادة من اجل الحصول على العلامة الكاملة والمعدل والمفاضلة على أجزاء من العلامة، وزاد من الدروس الخصوصية أسباب تتعلق بالدخل المتدني للمدرسين والمنهاج الكبير وأعداد الطلاب الكبير في الصفوف وواقع التعليم البائس الذي يحتاج إلى تعديل كامل في المنهاج والدعم الاقتصادي للمدرس وأعداد الطلاب في الصفوف.

اقتربت امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في سورية وذلك في شهر حزيران القادم بعد الانتهاء من شهر المراجعة والمرور بسنة مؤلمة جدا على سورية وخاصة بعد الزلزال الذي أصاب عدة مدن وبلدات سورية وأدى الى تعطل الطلاب عن المدارس والدورات وعن الدراسة، وبالمقابل يستنفر أهالي الطلاب الذين هم الان في الصف الثامن والحادي عشر والذين بدأوا برحلة البحث والتنقيب عن المعاهد والأساتذة القديرين والمجموعات الطلابية لتسجيل ابناؤهم في دورات لشهادات التاسع والبكالوريا القادمة في مدينة بانياس.

ويقوم الأهالي برحلتهم الشاقة باحثين لأولادهم طلاب الشهادتين عن الكتب والنوط الامتحانية وعن الدفاتر السابقة وعن الجلسات الترميمية لسد النقص المحتمل في دراسة أولادهم وشراء نماذج الأسئلة المحلولة كي يعرف الطالب كيف يتعامل مع الاسئلة، وشراء نماذج التصحيح ليتعلم الطالب كيفية الحصول على أقل أجزاء من العلامة، ويجاهدون من اجل أبنائهم للحصول على علامات عالية تؤهلهم لمستقبل مرموق.

المكتبات تنتظر هذا الموسم بفارغ الصبر فهذا سوقها وشغلها، وينشرون إعلانات عن تواجد مختلف أنواع هذه البضاعات الخاصة بطلاب الشهادتين عداك عن الأنواع المختلفة والاقلام وعلب الهندسة والتلوين، ومثلا تنشر في المكتبات نوط الاسئلة التي قام بإعدادها عدة مدرسين لمختلف المواد التعليمية وتباع النوطة للمادة الواحدة بين ٢٥ و٣٠ ألف ليرة، كما ارتفع سعر الجلسة بالنسبة للأساتذة المخضرمين الذي يدرسون منهاج الرياضيات والفيزياء واللغة العربية إلى ١٠٠ – 150 ألف ليرة لمدة ساعتين، ويتقاضى بعض المعاهد على المواد الأساسية في الدورة الصيفية بين 700 ألف ومليون ليرة سورية.

السيدة ابتسام وهي موظفة وزوجها موظف ولديهم ثلاثة شباب، أحدهم طالب شهادة ثانوية قالت لنا بالحرف: “أصبحت تكلفة دراسة الطالب في الشهادة الثانوية منذ التحضير للشهادة حتى الانتهاء منها فقط أجور تدريس وشراء نوط وساعات خصوصي أكثر من نصف مليون ليرة سورية في الشهر الواحد، وتتجاوز 6 ملايين ليرة في العام، هذا إذا كان الطالب يأخذ دروس خصوصية ضمن مجموعة، وهذا المبلغ يتضاعف إذا كان الاساتذة يأتون إلى منزل الطالب، ببساطة متناهية الأمور صعبة جدا ولا مجال امامنا او خيارات متعددة فلا تعليم بالمدراس والمناهج صعبة”.

السيد حسين قال لنا: “بعد مرحلة الجهاد في البكالوريا تأتينا فترة الجامعة والالتحاق بفرع الجامعة الذي يرغب له الطالب يفرق أحيانا على أجزاء من العلامة، واليوم ندفع الأموال اليوم من أجل الحصول على علامات مضمونة في الامتحانات أفضل من دفع الملايين في الجامعات الخاصة أو سفر الطلاب إلى محافظات أخرى للدراسة”.

الأستاذ يسار وهو أحد الاساتذة المخضرمين في التدريس والتصحيح ممن جلستهم ثمنها 100 ألف ليرة أن خبرته الأساسية يقدمها بشكل ممتاز وتعليم الطلاب مفاتيح في كيفية التعامل مع الأسئلة، والحل بأقصر طريق ثمنه كبير جدا كون هذه الخبرة عمرها عشرات السنوات، والطلاب يستفيدون من خلال تحسين علاماتهم واختيارهم للفروع التي يرغبون بها، وأشار إلى أن بعض الطلاب المجتهدين ينقصهم معرفة أسلوب التصحيح في الامتحانات العامة، ومنهم من ينقصه التعامل مع حل الاسئلة بسرعة، ومنهم من ينقصه التدريب على حل النماذج، والطلاب الذي يتلقون الدروس الخصوصية لدى اساتذة معروفين يكون لديهم القدرة على تحصيل العلامات أكثر من أقرانهم ممن يعتمدون على انفسهم في الدراسة، ومهما كانت درجة ذكاؤهم واجتهادهم.

المدرسة المخضرمة وداد قالت: “ان معرفة الحصول على العلامة او على جزء منها تحتاج بالدرجة الأولى الى الطالب الذكي والمجتهد والصبور لان المفاضلة على أجزاء من العلامة للوصول الى الفرع المطلوب وخاصة في جامعات الدولة وتوفير دفع الأقساط في الجامعات الخاصة”.