لكل السوريين

جامعيّة تمتهنُ حرفة يدوية وتوجّه اعتذار لـِ شهادتها!

حماة/ حكمت أسود

نشأت جرّاء الأزمة الاقتصادية التي نعيشها اليوم في سوريا، مشاريعٌ فردية لشابات جامعيات أو خريجات جدد، قررن من خلال ما يتقنوه من مهارات تحويل هواياتهنّ البسيطة إلى عمل فعلي منتج بعيد إلى حد ما عن مجال دراستهن واختصاصهن العلمي، بعد أن أدركن ما تكتنزه هذه الحرف من مساحات خلاقة تتيح لهن نفث نتاجهن الفني بل استثماره في مشروعات صغيرة تؤمن دخلاً مادياً جيداً واستقلالاً اقتصادياً بات الجميع يتوق إليه.

“لمى”،26 عاماً، خريجة كلية السياحة، بدأت خطواتها في مجال العمل اليدوي كهواية تمارسها في أوقات الفراغ، لكنها وبمرور الوقت اكتشفت انسجامها مع هذا النوع من العمل موضحة أنها طالما أحبت فن التطريز حيث تطبق هذا العمل على الأقمشة المختلفة مستخدمة خيطان “دي إم سي” وخيطان تطريز الحرير بعد أن تعلمت هذه الحرفة على يد والدتها.

وأشارت إلى أن رواج أعمالها وضيق الحال، جعلها تفكر بامتهان هذا العمل الذي يحمل في ثناياه فسحة للتميز والخصوصية وخاصة إذا ما تم تنفيذه بدقة وإتقان مضيفة: “بدأت بعرض أعمالي عن طريق الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي لأكتشف تعطش الناس لكل ما هو يدوي وحرفي”.

تصنع “لمى” أشكالاً متنوعة من مفارش الطاولات والمساند والاكسسوارات اللازمة لزينة المنزل وتطمح لافتتاح محل صغير تعرض فيه منتجاتها.

ولفتت إلى أنها سعت إلى تطوير نفسها بتشجيع من أسرتها فواظبت على متابعة البرامج المتخصصة عبر الانترنت لتبدأ في توسيع مجال عملها ليشمل تصميم قطع مميزة من الجزادين والسلات والكنزات والشالات الصوفية قبل أن تباشر في استخدام خيط الحرير لتصمم جزادين من الحرير جميعها ينفذ بقدر عال من الدقة والإتقان.

واختتمت “لمى” بالإشارة إلى أنها وجدت في البازارات والفعاليات المتنوعة فرصة لتسويق منتجاتها وتعريف الناس بها والتي تستهلك منها وقتاً وجهداً كبيرين لكنها تنسى كل تعبها بمجرد إثناء الناس على جماليات أعمالها، كما بعثت رسالة اعتذار لشهادتها الجامعية المعلّقة على حائط منزلها، والتي أجبرها زمنٌ صعب أن تتناساها ربما إلى الأبد!

فالسوريون كانوا ولا يزالوا، بعد سنوات من الحرب، يواصلون أعمالهم وخططهم المستقبلية تحت ظروف متردية، باحثين عن أفكار جديدة تتناسب والواقع السيء الذي فُرض عليهم، ولو اضطروا أحياناً إلى تغيير بعض مشاريعهم وتأجيل بعضها الآخر، أو العمل في مجالات بعيدة عن اختصاصهم الأكاديميّ.