لكل السوريين

خدمات الصرف الصحي شبه معدومة، والشبكة بأسوأ أحوالها

تقرير/ سلاف العلي

الوصول إلى مياه نظيفة صالحة للشرب في منازل المواطنين في جبلة وريفها، أصبح حلما صعب التحقق، فشبكات الصرف الصحي تشهد أسوأ حالاتها وتحولت إلى مصدر قلق يومي يلاحق المواطنين ويصل إلى حد القضاء على حياتهم بعد صراع طويل مع الأوبئة والنفايات، وخاصة بعد كارثة الزلزال.

وتحولت شبكات الصرف الصحي المتهالكة إلى مصدر قلق وخوف للسكان، حيث تساهم في انتشار الأمراض والأوبئة لا سيما تلك التي تكون مكشوفة بدون أي عمليات إصلاح وصيانة مع انعدام شبه كامل لخدمات تأهيل شبكات الصرف الصحي في ريف جبلة.

لقد أثر الزلزال والإهمال فيما بعد على البنى التحتية وعلى محطات المياه وشبكات الصرف الصحي، علاوة على تدهور الحالة المعيشية في هذه المناطق على كافة النواحي وخصوصا بما يتعلق بالخدمات الأساسية.

إن مياه الشرب في قرى ريف جبلة رغم أنها ضرورية للسكان إلا أن الحصول عليها ليس بالأمر السهل، وسط انقطاعٍ مستمر وطويل للمياه واعتماد تقنين شبيه بخدمة الكهرباء الغائبة، ما يزيد كلفة الحصول على المياه النظيفة، هناك تفاوت في ساعات وصل المياه بين احياء جبلة وعموم ريفها، ولازال تجاهل الصيانة وتأهيل المحطات المياه بشكل كامل ودون معالجة جذرية، واشتكى مواطنون من وجود بؤر للصرف الصحي وتضررت عدة منازل ، وعشرات المحال التجارية وتكلفة الإصلاح أصبحت غالية جدا، وهناك مخاطر كبيرة من تجمع مياه الصرف، وتأثير قد يلحق الضرر بدعائم الأبنية وأصبحت بؤرة للقوارض والحشرات.

كما تفرض ورشات الشركة العامة للصرف الصحي باللاذقية مبالغ مالية كبيرة مقابل إجراء أي صيانة، حيث يتكبد المواطن تكلفة مالية تصل إلى 30 ألف ليرة سورية، مقابل إعادة فتح مجاري الصرف الصحي، وتزايد حالات الابتزاز مقابل هذه الخدمة، بل تطلب الشركة من السكان جمع مبلغ حوالي نصف مليون ليرة مقابل إعادة تركيب الغطاء الواحد للصرف الصحي.

أهالي بعض القرى بريف جبلة يعانون من تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع والمنازل، وسط قلق كبير من السكان خوفا من انتشار الأمراض والحشرات، صاحب هذا حالة من اللامبالاة وعدم الاستماع إلى الشكاوى.

بعض الأهالي اشتكوا من وجود طوفان للمياه الملوثة وانبعاث روائح كريهة من ريكارات الصرف الصحي في قراهم، مرجعين السبب في ذلك إلى سوء الشبكة وقدمها، وليس دائما تجري صيانتها لحل المشكلة، واستبدالها يحتاج إلى ميزانية كبيرة، كونها تالفة وقديمة وتحتاج إلى إعادة هيكلية جديدة، وخاصة بعد تشييد أبنية سكنية مخالفة لأنها زادت الأمر سوءا علاوة على اصابتها بالزلزال.

يذكر أن مشكلة الصرف الصحي في قرى جبلة تضاف إلى مشكلة انقطاع خطوط الهاتف والإنترنت والكهرباء، بسبب سوء الأحوال الجوية بالشتاء إضافة الى سرقة الكابلات بشكل متكرر، إضافة الى تراكم الأوساخ والقاذورات أمام المنازل وبين الأحياء السكنية في بعض القرى، وانتشرت اخيرا، سرقات أغطية الصرف الصحي المصنوعة من الحديد في احياء جبلة وبعض القرى، وان المجارير المفتوحة تسببت بتراكمات للأتربة والنفايات في المواسير، ما أدى إلى انسدادها في حالات عدة، وبالتالي توقف تلك المجارير عن العمل، هذه السرقات تشكل خطرا من حوادث السيارات وعبور المارة الذين باتوا معرضين للسقوط في تلك المجاري.

كما أسفر الزلزال والإهمال عن ضرر بالغ لحق بمعظم البنى التحتية، بالمقابل ينقص جميع المشاريع تقييم الأثر البيئي الناجم عنها، وكذلك تنقصها الدراسات والتصميمات بسبب نقص الخبرة الفنية في هذا المجال، ونقص العاملين المؤهلين في حقل شبكات مياه الصرف الصحي، إضافة الى نقص وحدات ما قبل المعالجة في المنشآت الصحية والزراعية والصناعية، وهو ما انعكس سلبا على أداء محطات معالجة الصرف الصحي.