لكل السوريين

“وليد أبو السل” صاحب أجمل الأهداف

من أبرز نجوم كرة القدم السورية الذين تركوا بصمات لا تنسى ومن الذين رسموا الابتسامة على وجوه مشجعي كرة القدم السورية عندما سجل هدف الفوز في مرمى المنتخب الفرنسي في نهائي دورة المتوسط الحادية عشرة في عام 1987، حيث كان له دور فعال في تحقيق الإنجاز الأغلى والأثمن في تاريخ كرة القدم السورية، وهو الحصول على الميدالية الذهبية في تلك الدورة، ويعتبره الكثيرون أبرز من شغل مركز الجناح المهاجم ورأس الحربة، حيث كان يتمتع ببنيه قوية وانطلاقة سريعة وقادر على اختراق الحصون الدفاعية بكل يسر، إضافة إلى تسديداته القوية من مختلف الاتجاهات.

ولمعرفة المزيد عن مسيرة هذا الهداف المتميز نجد أن انطلاقته كانت في فرق الأحياء الشعبية في مدينة نوى في محافظة درعا، ثم تابع نشاطه ضمن المدرسة، وتم اختياره ليكون من أفراد لاعبي منتخب درعا المدرسي.

وفي تلك الفترة في عام 1979 كانت تجري بطولة المحافظات لكرة القدم وكان ضمن  فريق منتخب درعا، وبعد المباراة  مع منتخب دمشق التي برز فيها طلب منه مدربا منتخب دمشق (أحمد كالو وسمير سعيد) أن ينضم لفريق نادي الجيش كونهما كانا  مدربان في النادي حينها.

وبذلك انضم الى فريق الجيش ولعب معه بدوري فئة الشباب أكثر من موسم ونظرا لتميزه وتسجيله لعدة أهداف جميله    تم ترفيعه لفريق الرجال الى جانب نخبه من نجوم كرة القدم السورية، حيث شارك معهم في تحقيق الكثير من النتائج المتميزة والبطولات وكان له دور كبير في تحقيق الكثير من الانتصارات، كما حصل على لقب هداف الفريق أكثر من مره.

وخلال مسيرته الكروية لعب في عدة انديه وأولها نادي الجيش خلال الفترة من عام 1986 حتى عام 1989 ثم لعب مع  نادي تشرين في التسعينات لموسمين وفي عام 1990 سنحت له فرصة الاحتراف في عمان حيث تعاقد مع نادي الاتحاد في محافظة ظفار مع زميله اللاعب حسن ديب وبعد موسم جيد مع الاتحاد سجّل العديد من الأهداف وقد عرض عليه عقد من نادي صحم للعب في صفوفه بعدما ان تم تأمين  له كل المستلزمات فلعب معه  لمدة موسمين وسجّل له العديد من الأهداف الحاسمة ثم عاد بعد ذلك الى ناديه الشعلة واستقر فيه لمدة عشرة أعوام خلال الفترة من  1994 / 2004.

أما عن مسيرته مع المنتخبات الوطنية فقد بدأت في عام 1980 حيث اختير ضمن منتخب الشباب ثم ترفع بعد عام لمنتخب الرجال وكان أصغر لاعبي المنتخب واستمر لاعبا اساسيا في المنتخب الوطني لفترة طويلة استغرقت 12عاما لعب خلال هذه الفترة 90 مباراة دوليا وكان له النصيب الأكبر من بين زملائه اللاعبين في تسجيل الأهداف.

وأهم الانجازات التي حققها مع المنتخب الأول كان ضمن افراد الفريق الذي فاز بأول لقب في دورات المتوسط في عام 1987 وكان هداف الدورة حيث سجل 5 أهداف على تركيا وهدف على سان مارينو وعلى لبنان وعلى اليونان وكان أهمها هدف الفوز في المباراة النهائية مع فرنسا. كذلك كان صاحب أسرع هدف النهائيات الآسيوية بسنغافورة على الكويت.

وفي منتخب الشباب تألق في بطولة كأس فلسطين في المغرب حيث سجل ثلاثة أهداف وقدم أداء جيداً أشادت به الصحف المحلية والعربية وعلى أثر هذه المباراة تم ضمه  للمنتخب السوري الأول، وكان أيضا ضمن افراد الفريق الذي وصل للمباراة النهائية في تصفيات كأس العالم في عام 1986 عندما تعادل منتخب سوريا في مباراة الذهاب مع العراق هدف لهدف وخسر المباراة الثانية التي جرت في السعودية بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

وكان ضمن افراد الفريق السوري الذي لعب المباراة النهائية بكأس العرب التي خسرها أمام العراق بضربات الترجيح في عام 1988 وايضا كان مع المنتخب الذي تأهل إلى نهائيات كأس آسيا مرتين متتاليتين عام 1984 في سنغافورة و1988 في قطر.

وتم اختياره باستفتاء صحيفة الوطن السعودية من بين أفضل 10 لاعبين عرب، وتوج بلقب هداف دورة “لال نهرو ” الدولية بالهند أكثر من مرة، وهداف دورة “مرديكيا” بماليزيا.

اما اجمل اهدافه خلال مسيرته الكروية هدفه الذي سجله على منتخب الجزائر بكأس فلسطين من تسديده على بعد 35 متراً.

أما عن مسيرته التدريبية فقد خاض بتاريخ  27 يوليو 2004  آخر مباراة له كلاعب شارك فيها نجوم سوريا ونجوم الدوري العراقي وعلى رأسهم أحمد راضي وحبيب جعفر، وشارك فيها العديد من نجوم العرب ومعظم نجوم منتخب سوريا الذين شاركوا بدورة المتوسط عام 1987 وفاز فيها نجوم سوريا.

وقد جرت هذه المباراة لأول مرة في سوريا برعاية رئيس مجلس الوزراء، وحضرها مجموعة كبيرة من الوزراء وكانت مع منتخب العراق الحالي، ولاكتساب الخبرة في هذا المجال  شارك بالعديد من الدورات التدريبية التي أقيمت بإشراف الاتحاد السوري لكرة القدم.

اما الأندية التي دربها  نادي الجيش حيث عمل في البداية مساعدا للمدرب فاتح ذكي ثم تابع وحده في الموسم الثاني، كذلك عندما درب نادي حطين كان بالدرجة الاولى وصعد به للدوري الممتاز، ثم عمل بأندية الشعلة، النضال، داريا.

وأهم الانجازات التي حققها مع بعض هذه الأندية حلول فريق الجيش وصيفا لدوري المحترفين  كما صعد مع نادي الشعلة الى الدوري الممتاز مرتين.

وخلال مسيرته الكروية الطويلة عاصر عدد كبير من نجوم كرة القدم السورية سواء في نادي الجيش او المنتخب السوري وإبراهيم  كان:

جورج خوري، سامر درويش، وليد الناصر، مالك شكوحي، عبدالقادر كردغلي، نزار محروس، جوزيف ليوس، رضوان الشيخ حسن، محمد جقلان، محمد عفش.

وفي العمل الإداري كلف مديرا لمنتخب شباب سوريا لكنه لم يستمر نتيجة رفضه ضم عدد من اللاعبين المحسوبين على بعض اعضاء الاتحاد السوري لكرة القدم كذلك عمل محللا للمباريات في الدوري السوري.

ويقول عنه اللاعب الدولي جورج خوري احد زملائه الذين رافقوه في المنتخبات فتره طويله، انه أحد أفضل المهاجمين الذين مروا على الكرة السورية، وكان يترجم أغلب الفرص الى أهداف، وأنا شخصياً كنت أرتاح للعب بجانبه، فهو من اللاعبين الذين لم يأخذوا فرصتهم وأتمنى أن تتيح له الظروف فرصة يقدم فيها كمدرب مثلما قدم كلاعب.

ومما تجدر الإشارة له أن الكابتن وليد أبو السل من مواليد درعا 1963 وحاليا يعمل مشرفا اداريا على كرة القدم في نادي الشعلة.