لكل السوريين

وصفت بـ “التغريبة الفلسطينية”.. اللاجئون في شمال غربي سوريا نحو التوطين، وناشطون يحذرون

إدلب/ عباس إدلبي 

في بادئ الأمر تبدو خطوة مفيدة نحو استقرار اللاجئون وتعويضهم عن سكن الخيام بسكن إسمنتي يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، إلا أن النوايا غير ذلك تماما، حيث تبين فيما بعد نية الحكومة التركية توطين اللاجئين ضمن مربعات سكنية على كامل حدودها بغية أجراء تغيير ديمغرافي، يتمثل في توطين سوريين مكان سوريين آخرين.

وفي نفس السياق دعا ناشطون وشخصيات محلية من مغبة المشروع التركي على الأراضي السورية، الذي ينص على توطين النازحين الذين هجرتهم الحرب من بيوتهم وبلداتهم ضمن مربعات سكنية أعدتها منظمات دولية ومحلية، سعت تركيا لإنشاء تلك الوحدات والهدف منها إعادة النازحين وتوطينهم بتلك الأبنية المسبقة الصنع.

حول هذا الموضوع تحدثنا مع عدد من الشبان الذين اعتصموا أمام معبر باب الهوى للتنديد بالخطوة التركية التي تسعى فيها لإحداث تغيير ديمغرافي، ورفعوا لافتات طالبت حكومة دولة الاحتلال التركي بالكف عن مثل هذه الإجراءات التي سيكون لها عواقب وخيمة حسب وصفهم.

ثائر أحمد، ناشط ميداني، نازح من مدينة حمص، الذي تحدث بغضب شديد ونعت القيادة التركية بأقسى العبارات لميلها نحو الاحتلال، وتوطين اللاجئين وإبقائهم تحت رحمة سلة الاغاثة والعبودية.

وقال ثائر إن “الحكومة التركية كانت قد بينت عن أنيابها منذ بدأ تنفيذ أول وحدة عبر شركة تركية دخلت باسم المنظمات الإنسانية في منطقة قاح على الحدود الشمالية لإدلب”.

وحول سؤال الأستاذ ثائر عن مخاطر تلك الخطوة أجاب “نحن لن نقبل تبديل بيوتنا وبلداتنا بكتل اسمنتية وطمس حقوقنا بالعودة لبلادنا وإبقاءنا تحت رحمة المنظمات، ننتظر سلة الإغاثة، ونحن ندعو جميع المهجرين القسريين من بلادهم بالانتفاض بوجه تلك الخطوة الخطيرة ورفض المشروع التركي الذي ينص على التغيير الديمغرافي وخلط الأوراق لصالح السياسة التركية”.

وخلال جولتنا استمعنا للعديد من الناشطين الذين صورا المشهد الحالي بالتغريبة الفلسطينية ووعودهم بالعودة التي لم تتحقق حتى الآن، وقد تخللت مدة الإعتصام هتافات نددت بسياسة القيادة التركية، وتغيير مسارها عبر مؤتمرات مشبوهة من شأنها إبقاء الوضع كما هو دون بصيص أمل بعودة المهجرين لبلادهم طوعا عبر قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالشأن السوري القرار رقم , 2254 وغيره من القرارات التي تنص على عودة المهجرين طوعا.