لكل السوريين

السدود التركية ساهمت بوقوع الزلزال.. ورئيس النظام التركي يحاول استثمار الكارثة

أدى الزلزال المدمر الذي اجتاح جنوب تركيا إلى زيادة الضغوط على رئيس النظام التركي المتنامية قبل وقوع الكارثة، وانتشرت مشاعر الغضب والإحباط في المناطق التي طالها الزلزال، ونددت العائلات المنكوبة فيها بحكومة أردوغان بسبب عجزها عن تقديم المساعدة وإنقاذ أقربائها العالقين تحت الأنقاض.

وتصاعدت انتقادات ضعف عمليات الإغاثة وفوضويتها، وتزايدت مخاوف الأتراك من تصدع سدود أخرى، بعد أن بدأت تركيا بإفراغ سد أتاتورك تخوفاً من انهياره بفعل الهزات الزلزالية الارتدادية التي مازالت تشهدها.

وبدأـت ملامح تدني شعبية أردوغان تلوح بالأفق قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهو ما دفع  برئيس النظام التركي إلى التصدي المبكر لهذه المخاطر من خلال عقد سلسلة من المؤتمرات الصحفية في أنقرة ومناطق أخرى، وقيامه بزيارة إلى منطقة قريبة من مركز الزلزال في محافظة كهرمان مرعش وعانق امرأة منكوبة وسط الركام، قبل أن يتوجه إلى محافظة هاتاي، حيث وقع العدد الأكبر من الضحايا، ليعترف قائلاً “بالطبع ثمة ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه”.

وأعلن أردوغان بعد وقوع الزلزال حالة الطوارئ القصوى التي تستدعي مساعدات دولية قد تعزز نظامه من خلال سعيه لإثارة الشعور بالتضامن الوطني مع قيادته.

دور السدود في الزلزال

أكد خبير جيولوجي أردني أن السدود التي بنتها تركيا على حساب سوريا والعراق، لها دور في الزلزال الكبير الذي وقع في جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وأنها وإن لم تكن السبب المباشر لكنها ساعدت في وقوع الزلزال من الناحية الجيولوجية.

وقال أستاذ الجيولوجيا في الجامعات الأردنية “بلغت السدود التركية ذروتها، وأصبحت من أكبر السدود في العالم من حيث تخزين المياه، حيث بلغ مخزونها أكثر من 650 مليار متر مكعب.

وأشار الدكتور أحمد ملاعبة إلى أن المياه تتسرب خلال الشقوق والكسور والفواصل الأرضية وتنزل إلى الأحواض الجوفية المشبعة بالمياه، “وهذا يؤدي إلى تمددها وزيادة كمية الماء الذي تخزنه وتؤدي إلى تمدد أو توسع للكسور الموجودة في الأحواض الجوفية وهذا يؤدي إلى خلخلة أو تكسير لهذه الفوالق، وهذا ما حدث بالفعل”.

وحول ما إذا كانت السدود الكبيرة في تركيا قد زادت من قوة الزلزال، ولم تكن سببه الرئيسي لأنه وقع في منطقة معرضة للزلازل، قال ملاعبة إذا كانت هناك حركة لهذه الفوالق التحت أرضية والكسور فإنها بوجود مياه تترشح أو تنزل إلى هذه الأحواض، تزيد من مساحة أسطح الفوالق وتؤدي إلى زيادة احتمال وقوع الزلازل وقوته.

تحذيرات مبكرة

منذ سنوات حذّر خبراء جيولوجيون عراقيون من بناء سدود ضخمة لخزن المياه في تركيا، لما يشكّله ذلك من مخاطر كبيرة عليها وعلى دول الجوار، كون هذه السدود تقع ضمن المناطق المعرضة للزلازل، وأسهب الخبراء في تحليل خطورة تواجد الوزن الهائل للمياه التي تخزّنها هذه السدود على هذه المناطق.

كما حذّر علماء الجيولوجيا من تعرض الكرة الأرضية لتغيرات في قشرتها الخارجية بفعل بناء السدود الضخمة وتحويل مجاري الأنهار، والمبالغة في استخراج النفط وغيره من المعادن من باطن الأرض، مما يتسبب بحدوث تجاويف شاسعه في باطنها، وحدوث انهيارات ضخمه نتيجة لهذه التجاويف، وتتسبب هذه الانهيارات بوقوع الزلازل.

ولكن السلطات التركية ضربت بكل هذه التحذيرات عرض الحائط، وقامت بإنشاء سدود ضخمة ضمن هذه المناطق لتطويق سوريا والعراق مائياً والتحكم فيهما في محاولة للتوسع والاستيلاء على مقدرات الشعبين وقطع المياه عنهما.

وساهمت الحمولة المائية الهائلة لهذه للسدود في تنشيط الفالق الارضي في المنطقة، وزيادة النشاط الزلزالي مما ساهم بوقوع الزلزال المدمر.

يذكر أن تركيا بدأت بتفريغ بحيرة سد اتاتورك تخوفاً من انهياره بفعل الهزات الارتدادية التي تشهدها حالياً، وبعد الاعلان عن تصدع سد ملاطيا وتفريغ بحيرته.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر قيام السلطات التركية بتفريغ سد أتاتورك الذي يعتبر من أكبر مشاريع المياه في تركيا، بعد أن تضرر بسبب الزلزال القوي الذي ضرب البلاد.