لكل السوريين

رئة المدينة تصاب بالسرطان والسبب مولدات الأمبيرات

حلب/ خالد الحسين

يسميها البعض رئة المدينة والمتنفس الوحيد لأهاليها؛ والمكان الذي يعطي إحساساً بالهدوء والطمأنينة، ولكن سرعان ما تسرطنت رئة المدينة بسبب الدخان المنبعث من عوادم مولدات الأمبيرات المنتشرة في زوايا الحدائق في المدينة مما يثير امتعاض السكان وقلقهم لأن هذا التلوث لا يؤثر عليهم فحسب، بل وعلى الأشجار والورود في الحدائق.

وتشكل الحدائق والمتنزهات متنفساً طبيعياً وأماكن حيوية بأغراض وظيفية وجمالية يلوذ إليها الناس، للركون إلى الراحة النفسية والجسدية والهروب من ضجيج الحياة وملوثاتها بشكل عام.

في حين تكمن المفارقة في الحديقة المتموضعة كجزيرة وسطى ممتدة من مفترق طرق إشارات الملاعب نزولاً حتى إشارات سيف الدولة، إذ تحيط بها مولدات الأمبيرت التي تبعث الضجيج وتنفث الدخان الخانق، إضافة للانبعاثات والنواتج والتلوث البصري والسمعي.

ورغم كل ما سبق هناك من يرتاد المكان الذي يشبه كل شيء إلا الحديقة نظراً لغياب الاهتمام وكل المقومات الأخرى. وبررت سيدة خمسينية ذلك بأنه المتوفر والأقرب إلى سكنها الموحش المظلم لأنها غير قادرة على دفع فاتورة الاشتراك بخدمة الأمبيرات، وبينت سيدة أخرى بأن واقع ما يسمى بالحديقة التي لا تتوفر فيها الخدمات، أو أبسط الأسس من نباتات وأشجار وزهور وما إلى ذلك مضيفة بأنها تقضي بعض الوقت مع أولادها الصغار نزولاً عند رغبتهم للعب بألعاب الحديقة غير الآمنة حسب قولها، وأضافت رفيقتها بأن البقعة التي تتركز فيها المراجيح تتحول إلى مغطس وحل شتاءً والكراسي معظمها محطم، وواقع النظافة مزرِ؟

وينفي أبو محمد عن المكان صفة الحديقة لأنها تفتقد لجميع المقومات، مضيفاً بأنه يرتاد المكان يومياً لتناول زوادته في فترة الراحة من العمل عصراً، وطالما تمنى وهو يتجول بنظره في المكان بأن يلق الاهتمام و الرعاية، وأهم شيء هو إزالة أشغالات المولدات عن محيط المكان لأنها تتنافى مع طبيعته وماهيته.

هذه الحديقة تذكرنا بنموذج مشابه لايزال يعاني، وهي حديقة الوحدة في حي القاطرجي إحدى الحدائق ضمن خطة التعافي التي تم تأهيلها بجهود تشاركية من جهات عدة أهلية ورسمية وأممية، وخلال مراسم الافتتاح التي تحدث فيها المعنيون عن دور وأهمية هذا المتنفس للناس، كانت في الوقت ذاته انبعاثات مولدات الأمبير المتمركزة على أسوارها  تخيم في المكان.

ولا تزال المولدات تكتم على أنفاس زوار الحديقة بانتظار الحلول المرجوة من الجهات المعنية.