لكل السوريين

خطوات خجولة لتحسين واقع مياه الشرب في الساحل السوري

تقرير/ سلاف العلي

يعتبر شح المياه من المسائل الأكثر تعقيداً على مستوى سوريا، عقب الكهرباء، فخلال لهيب الصيف وارتفاع درجات الحرارة يعاني أهالي محافظتي طرطوس واللاذقية، من شح في المياه، على أمل مناقشة سبل التطوير وتحسين الموارد المائي، عن طريق وزارة الموارد المائية التابعة للحكومة السوري.

فيما تم استعراض الأعطال الرئيسية على خطوط الجر، والتي تسبب فاقدا مائيا مؤثرا على حصة مدينة اللاذقية، اليومية من المياه، حيث تقرر المباشرة بالإصلاحات، ليتم دعم المناطق المتأثرة بهذه الإصلاحات بمياه من محطة ١٦ تشرين.

كما يوجد قرى في ريف اللاذقية، أقصى أحلامها الحصول على مياه الشرب كغيرها من القرى والمدن، فشراء صهاريج المياه أنهك سكانها وعطل الكثيرين عن أعمالهم، فمن كان يعمل بالبيوت البلاستكية توقف، ومن يزرع الحمضيات أصيب بالشلل لفقدان المياه، ومن كان يربي الأبقار ابتعد عن هذه المصلحة وباتت المياه شغلهم الشاغل وهمهم الكبير، فكيف يمكن لهم العيش من دون ماء.

السيد أبو عزيز من قرية البودي، وهو أحد الفعاليات الاجتماعية بريف اللاذقية الشمالي قال لنا: مشكلة الماء مشكلة قديمة منذ عشرات السنين، في البداية الكل تضامن معنا وعلى أمل الحل، لكن الوضع يزداد سوءا الرغم أننا مشتركون نظاميون وندفع كل ما يترتب علينا، الخزان موجود في بداية القرية وعدد المستفيدين منه قليل والماء التي تضخ إليه هي 70 أو 75 أو 80 ساعة ضخ بكل تحويلة على خزان القرية، فهل يعقل أن يكون هناك 80 ساعة ضخ لخزان سعته 500 برميل ولا يصل للمواطن برميل واحد؟ إذا هناك مشكلة ومن حقنا أن نعرف أين تذهب هذه المياه، مع العلم يوجد العديد من المزروعات مقامة على مشروع الماء وتم التواصل مع مدير مؤسسة المياه بهذا الموضوع، يوجد في القرية بئر 450 م والباقي مياهه سطحية،  فكيف نستطيع تدبر أمورنا والمياه تضخ كل 35 إلى 45 يوما، فقط يومين لمدة ساعتين و أثناء انقطاع الكهرباء، هناك وجع ومعاناة لدى الأهالي بسبب انقطاع مياه الشرب لفترة طويلة يجب أن يكون هناك حل للتعديات والمشاريع المقامة على خط الضخ من بيوت بلاستيكية وغيرها، الناس غير قادرة على دفع ثمن الصهريج، والسؤال الأهم كيف يستطيع شخص زراعة بيوت بلاستيكية وريها ونحن لا نجد ماء لنشرب، كل مطالبنا هو أن نشرب؟

السيد وسيم وهو مهندس مدني من قرية عين الشرقية بريف اللاذقية قال لنا: في قريتنا خزان مياه منذ عام 2007، وقبل ذلك كان يتم ضخ الماء إلى القرية من خزان راس العين، وكان الوضع أول ثلاث سنوات جيدا ولكن عندما بدأت التعديات والمتاجرة بمياه الخزان والبيوت البلاستيكية بدأت المشكلة، أي أن المشكلة بدأت منذ سبع سنوات، ولكن الوضع المادي لم يكن صعبا كما هو الحال الآن، وهذا ما دفع الناس للشكوى حيث وصل سعر الصهريج إلى 100 ألف ليرة، وبعد اللجوء لعدة جهات وعدم الاستجابة، فالمفروض أن تكون حصة القرية أكبر من ذلك، خاصة وأن أحد عمال الضخ قال إن هناك 80 ساعة ضخ على القرية ومع هذا كله يكون الضخ في أوقات انقطاع الكهرباء وعند التحدث مع عامل الماء قال : اشتروا مولدة ، أخيرا يجب إيجاد حل لمشكلة المياه في القرية والقرى المجاورة فمن حقنا أن نشرب.

السيدة حسنة وهي خمسينية، قالت: أنا غير موظف وكذلك زوجي، ومعي والدتي المريضة، ولهذا أنا بحاجة لأربعة صهاريج ماء كل شهر أي ما يعادل 400 ألف ليرة سورية، نحن عطشى منذ سنين، ومشكلة المياه جعلتنا نترك بعض أعمالنا كزراعة البيوت البلاستيكية وتربية الأبقار، مؤكدين أن الراتب مخصص لشراء صهاريج الماء وحتى الراتب لم يعد يكفي، سابقا كان سعر صهريج الماء مقبولا وكنا قادرين على شرائه، أما اليوم الحالة الاقتصادية صعبة ولا يمكننا الاستمرار بشراء مياه الشرب، ان قريتنا كسائر القرى المجاورة تعاني من نقص الماء، والحل الجذري هو مد خط معفى من التقنين لجميع المحطات، فحاجة المحطة لضخ المياه لمدة ساعة هي 200 ليتر من المازوت تقريبا والمخصصات قليلة جدا.