لكل السوريين

ضعف الرقابة يساعد على انتشار المواد المغشوشة في حماة

حماة/ جمانة الخالد

تنتشر المواد المغشوشة والمنتهية الصلاحية بشكل كبير في أسواق حماة، مع الغلاء وضعف الرقابة حيث يتفنن بعض الباعة والتجار في أساليب الغش رغم مخاطره على المستهلكين.

آخر صيحات الفساد طالت قطاع التبغ مع انتشار ظاهرة المعسل المغشوش بشكل واسع في ريف حماة بشكل كبير، عبر ورشات سرية صغيرة تعمل بعيداً عن أعين الرقابة والجهات المختصة.

وانتشر “المعسل المضروب” المصنوع من نشارة الخشب وبقايا التبغ السيئة، والتي يضاف لها مادة الغليسرين والعسل الأسود والأصبغة ومواد سكرية، خلال الأشهر الماضية في حماة، وكان له طعم سيئ جداً وتسبب بأضرار صحية لبعضهم، كما أن الموزعين لجؤوا لتزوير العلب عبر وضع لصاقات شركة “النخلة” الأصلية.

وتعج اسواق الريف والمدينة بالمواد الغذائية المغشوشة، لا سيما مشتقات الحليب التي تضاف إليها البودرة والنشاء ومادة السبيداج الكيماوية التي توضع عوضاً عن اللبن المصفى.

ومع تكدس كثير من المساعدات الغذائية منذ فترة الزلزال وما بعدها في مستودعات جمعيات محلية وتجار في المنطقة، ومشاهدتها لاحقاً على البسطات وفي المتاجر، عانى كثير من أهالي حماة مؤخراً من المواد المنتهية الصلاحية والفاسدة، لا سيما المرتديلا والطحين والأرز والبقوليات.

وكثير من العائلات تخسر أموالها بسبب جشع التجار، حيث يشترون هذه المساعدات بأسعار أقل من السوق ويبدلون أكياسها وأحياناً تكون تقليداً لشركات معروفة في السوق، مما يجعل المستهلك الضحية.

ومع وصول أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية وعدم قدرة معظم الأهالي على شرائها، انتشرت في أسواق حماة ظاهرة خلط لحوم محضرة مسبقاً بعضها مع بعض ووضع “النتر” في اللحوم، ولحوم مفرومة منتهية الصلاحية أو مزورة الصلاحية.

ويرى أهالي أن السبب الأول لانتشار الغش والمواد الفاسدة هو الحالة الاقتصادية السيئة للناس والفقر وعدم تقبل البائعين للخسارة أو تخفيض ثمن المنتجات، موضحاً أنه في الشهر الفائت سُجلت مخالفات بمليارات الليرات معظمها في المطاعم والمتاجر بسبب مواد فاسدة.

ولا تتوقف ظاهرة الغش عند هذا الحد، حيث أسهم انتشار الفساد في معظم القطاعات إلى التلاعب بالمواصفات لزيادة الأرباح، وطال هذا الأمر حتى قطاع الأدوية والأجهزة الثقيلة المصنعة محلياً، كالكهربائيات، فضلاً عن صناعة الملابس التي تعرضت هي الأخرى إلى التلاعب في مواصفاتها، بذريعة ارتفاع تكاليف الإنتاج والضغوط الاقتصادية.