لكل السوريين

شذرات من تاريخ التلفزيون السوري

بدأ التلفزيون السوري البث في الثالث والعشرين من شهر تموز عام 1960 من قمة جبل قاسيون في دمشق، واستمر الإرسال لمدة ساعة ونصف في اليوم الأول من داخل استديو متواضع أقيم بجوار محطة الإرسال.

واعتمد في بداياته على عناصر فنية من الإذاعة السورية بعد إلحاقهم بدورات تدريبية قصيرة.

وكانت المواد التلفزيونية تبث في دمشق في اليوم الأول، ثم تبث الأشرطة المسجلة في حمص وحلب في اليوم التالي.

وفي عام 1967 أصبح التلفزيون يبث برامجه من دمشق إلى معظم المناطق السورية.

ولكن أجهزة التلفزيون لم تكن متوفرة لمشاهدة البرامج، باستثناء الأجهزة التي وزعتها الدولة في بعض الساحات العامة بدمشق، ولدى عدد قليل جداً من المواطنين في دمشق.

وبعد أقل من سنة على انطلاقة انتقل إلى مبناه الجديد في ساحة الأمويين.

مذكرات حرامي

أنتج التلفزيون السوري مسلسل “مذكرات حرامي” عام 1969، وظهرت في هذا العمل ملامح تلفزيون الواقع، الذي بدأ بالوضوح الفعلي بعد ثلاثين سنة من إنتاج هذا العمل، ويعتبر النفاد أن التلفزيون رسخ حضوره المتميز فيه.

وكان القصّاص الشعبي حكمت محسن قد كتب هذا المسلسل للإذاعة، ثم أعاد كتابته علاء الدين كوكش للتلفزيون بمزيج من الوثائقية والدرامية.

تقوم فكرة المسلسل على افتراض القبض على رئيس عصابة  وإحضاره إلى الاستوديو، ومن خلال الحوار الذي يُجرى معه يتحدث عن حياته تمثيلاً، ويتدخل أحياناً ليعترض على بعض الأحداث التي يراها غير صحيحة، فكان عملا مبتكراً وجديداً وترك أثراً طيباً عند المشاهدين.

والمسلسل من بطولة حجاج عبد العظيم الذى جسد دور الحرامي، وسيف عبد الرحمن وأمال رمزي وحلمي فودة وعبير مكاوي، وصفوة المصرية التي لعبت دور زوجة الحرامي، وهي راقصة شرقية ظهرت في عدد من الأفلام، ثم اعتزلت الرقص وتفرغت للتمثيل.

وفي العام التالي أنتج التلفزيون مسلسل “حارة القصـر”، من تأليف عادل أبو شنب وإخراج علاء الدين كوكش، وبطولة هاني الروماني ويوسف حنا وسليم كلاس وثناء دبسي ومها الصالح ومحمد خير حلواني وعدنان عجلوني وفايزة شاويش وعصام عبه جي.

وعاش السوريون مع بدايات انطلاقة التلفزيون السوري مراحل متفاوتة، حتى تم في منتصف الستينيات تأسيس برامج منتظمة لاقت متابعة واسعة مع دخول التلفاز في معظم القرى والمحافظات، ومع تحسن وضع الكهرباء في سوريا تدريجيا بعد فترة تخبطات عاشتها البلاد، ولا سيما فترة الانقلابات الشهيرة من منتصف الخمسينيات وحتى بداية السبعينيات.

وعلى الرغم من كون الفترة تلك استمرت باللونين الأبيض والأسود، ومع انحسار المواد التي تقدم على شاشة التلفزيون السوري إلا أنها كانت تلقى رضى المشاهدين في عديد الفترات المتلاحقة، سيما وأن الفقرات الترفيهية الأقرب للكوميديا المستوحاة من الواقع المعاش كانت تمس حياة المواطن السوري البسيط في تلك الفترة.

إعداد: القسم الثقافي