لكل السوريين

فرقة فلكلورية سريانية تواظب على الحفاظ على الهوية رغم مرور عقدين على تأسيسها

السوري/ الحسكة  

فرقة “بارمايا” للفلكلور السرياني تأسست عام ٢٠٠٤ في مدينة القامشلي، ونالت شهرتها في سوريا بتاريخ ١١ شباط ٢٠٠٩ من قبل وزارة الثقافة ومنها إلى العالم، وتهتم الفرقة بالفن السرياني الآشوري بكافة أشكاله، وتعمل على تطويره بما يتلاءم مع التطور الحضاري والثقافي للعصر مع الحفاظ على الهوية السريانية.

الفرقة منذ تأسيسها حافظت على تقديم لوحاتها بزي شعبي واحد هو الزي السرياني، وان موسيقا الفرقة مستمدة من طقوس سيمفونية نينوى واستمراريتها مع الموسيقا السريانية وتطورها عبر الأزمنة والآلات المستخدمة هي الطبل بأشكاله الدائري والمربع، بالإضافة إلى المزمار والناي والآلات النفخية الأخرى، وكذلك الآلات الوترية من القيثارة والقانون والعود والجمبش والبزق.

الفرقة تقدم لوحات فلكلورية تراثية من الفن السرياني تعرض فيها الجمال المستمد من طبيعة بلادنا الجميلة وطقوسها الاجتماعية والمثيولوجيا التاريخية، وتقدّمها بنظرة عصرية مع المحافظة على روح التراث الذي يعتبر هو الاساس المستمد منه تشكيل الفرقة، وكلمة “بارمايا” كلمة سريانية مؤلفة مقطعين “بار” وتعني “ابن”، و”مايا” تعني “المياه” وبالعربية تعني هي “ابن المياه”

دبكات الفرقة مستمدة من الطقوس المتبعة في المعابد القديمة والطقوس الاجتماعية والحياتية من الزراعة إلى الحصاد إلى الصناعة إلى روحانيات الحياة من حب وتضحية وجمال ومن البيئة الجغرافية، ومن أشهر الدبكات التي تقدمها الفرقة دبكة الشيخاني وتعني باللغة السريانية الحرارة، والبيريو وتعني البراري، واكثر اللوحات التي تقدمها الفرقة هي لوحات تراثية، تمثل الطقوس الاجتماعية والعادات والتقاليد مثل لوحة الشعيرية ولوحة السليقة، لوحة الإنسان والطبيعة، لوحة الراعي، لوحة خميرة المحبين، لوحة الفرسان، لوحة الحرب وغيرها..

شاركت الفرقة في الاحتفالات في جميع مدن الجزيرة السورية، وسجلت للعديد من محطات التلفزيون المحلية والأجنبية، كما أنها قدمت عدد من الأمسيات الفلكلورية منها في عام ٢٠١٠ أمسية فلكلورية في مدينة “مديات” التركية، وأمسية أخرى في لبنان في نفس العام، كما أنها شاركت في كثير من المهرجانات منها “مھرجان تل أبیض ٢٠١٠، وفي مھرجان إدلب الخضراء للفرق الشعبية ٢٠٠٨،٢٠٠٩

وكذلك شاركت الفرقة في مھرجان بصرى الدولي ومهرجان الربعة الحادي عشر في حماة، ومهرجان البحر المتوسط في قبرص، ومهرجان الدوحة عاصمة الثقافة العربية ٢٠١٠، ومهرجان صيف طرطوس ٢٠١٠، و مھرجان قلعة دمشق للفنون الشعبية الأول ٢٠١١، ومهرجان قوس قزح في دار الأوبرا في دمشق وذلك في أعوام ( ٢٠١٥، ٢٠١٦، ٢٠١٧، ٢٠١٨، ٢٠١٩، ٢٠٢٠، ٢٠٢١ ) وحصدت عدة جوائز

فرقة “بارمايا” تضم قرابة المئة عضو من جميع الفئات العمرية ومن جميع مدن الجزيرة السورية، موزعة على ثلاث فئات عمرية، فرقة الأطفال وتضم ٣٠ طفل من عمر ٧ وحتى ١٢ سنة، وفرقة الشباب وتضم ٤٠ شاب وفتاة من عمر ١٣ وحتى عمر ١٧ سنة.

وفرقة بارمايا المحترفين من عمر ١٨ وما فوق، فالهدف من هذا التقسيم العمري هو استمرارية الفرقة من خلال استمرار العناصر بتدرجهم من طفل إلى شاب متدرب فمحترف وتعلمهم من بعضهم بعضا ليصبحوا في مرحلة المحترفين، والأفضل هم العناصر الذين انخرطوا بالفرقة منذ صغرهم وتدرجوا من فرقة الصغار إلى فرقة الشباب ليصلوا بعد ذلك إلى المحترفين

بارمايا سفيرة الفن السرياني، من الجزيرة السورية انطلقت لتحمل معها تراث هذه الأرض الطيبة وحضارة سورية وتاريخها لتجوب العالم، رسالتها المحبة والسلام وهدفها الاهتمام بالفن السرياني السوري القديم بكافة أشكاله الذي يعد وريث الفنون المتعاقبة السومرية والفينيقية والأكادية والكلدانية والبابلية والآشورية والآرامية ويمتد بجذوره التاريخية إلى أكثر من ٥٠٠٠ عام.

هذا وتعد فرقة “بارمايا” سفيرة الفن السرياني بمدينة القامشلي بشمال سوريا، لوحاتها الفنية تحمل رسائل حب وسلام، تهدف من خلالها إلى رفد التراث بالفلكلور المتنوع الذي يسعى أبناء الفرقة إلى الحفاظ عليه وعلى استمراريته من خلال إعادة إحيائه.

وكانت الفرقة قد أجرت عدة عروض فلكلورية مستوحاة من الفلكلور السرياني الأصيل المتعمق في جذور التاريخ السوري.